رئيس التحرير
عصام كامل

لماذا الغش الجماعي في "بيلا" بالذات؟!


الدكتور الهلالي الشربيني وزير التربية والتعليم السابق، طلب من مستشاريه تقريرا بالمدارس التي شهدت حالات غش جماعي خلال آخر عامين في امتحانات الثانوية العامة، وانتهى التقرير بأن 32 مدرسة فقط على مستوى الجمهورية يحدث فيها حالات غش، منها 30 مدرسة يمكن ضبطها من خلال رجال الأمن، ولكن هناك مدرستين صعب السيطرة عليهما.


واحدة في مركز بيلا بمحافظة كفر الشيخ والأخرى في مركز البداري بأسيوط، واتضح أن عدد طلاب الثانوية العامة في المدرستين يتضاعف قبل أسابيع قليلة من الامتحانات، فقرر الهلالي الشربيني إلغاء لجان امتحانات الثانوية العامة في المدرستين نهائيا في نفس العام والأعوام التالية، ثانيا، إلغاء جميع تحويلات الطلاب وعودتهم إلى مدارسهم الأصلية، ثالثا، عقاب جميع المسئولين الذين وافقوا على التحويلات لمخالفتهم القرارات الوزارية التي تمنع تحويل طلاب الصف الثالث الثانوي بعد بداية العام الدراسي. 

هذه الواقعة حكاها لي أحد مستشارى الوزير السابق وتذكرتها بعد واقعة الغش الجماعي هذا العام في إحدى لجان مركز بيلا، وحصول طلابها على درجات كبيرة ومتشابهة، وزارة التربية والتعليم حققت في الموضوع وانتهت إلى ثبوت حالات غش جماعي كثيرة في بعض المواد، والوزير اتخذ قرارات صارمة بإلغاء نتيجة الطلاب الغشاشين واعتبارهم راسبين في هذه المواد، وأيضا عدم عقد امتحانات الثانوية العامة مستقبلا في هذه المدرسة، وهي نفس القرارات التي اتخذها الوزير السابق، مع الفرق بأن قرارات الهلالي كانت وقائية قبل الامتحانات.

السؤال هنا: هل هي نفس المدرسة التي أغلقت من قبل أم مدرسة أخرى؟

وإذا كانت نفس المدرسة فمن الذي اتخذ قرار إعادة الامتحانات فيها؟ لأنه لا يمكن أن يكون وزير التربية والتعليم إلا إذا كان هناك عرض خطأ عليه، أيضا هل هناك تحويلات تمت إلى هذه المدرسة قبل الامتحانات؟

عموما يحسب للوزارة تحركها السريع وقراراتها الحاسمة.

في الماضي كانت تعقد لجان خاصة بالمستشفيات لامتحان أبناء ذوي السلطة والمال لتسهيل عملية الغش، وحينما انتبهت الدولة لذلك ومنعت اللجان الخاصة، فلجأ الفاسدون إلى حيلة أخرى وهي تجميع أبنائهم في مدرسة واحدة قبل الامتحانات بأسابيع قليلة وباموالهم يشترون أصحاب الذمم الخربة حتى يتركوا اللجان للغش الجماعي للحصول على مجموع كبير، يساعدهم في الالتحاق بكليات القمة، وبالتالي لا غرابة حينما تسمع عن قضايا متهم فيها أطباء فاسدون ومهندسون غشاشون وقضاة وضباط ومسئولون مرتشون لأنهم نجحوا بالغش وأخذوا فرص المجتهدين في الوظائف المهمة.

أتمنى من وزير التربية والتعليم مراجعة تحويلات طلاب الصف الثالث الثانوي خلال العام الدراسي، ومعاقبة جميع المسئولين الذين وافقوا على ذلك، مع مراجعة أيضا نتيجة اللجان التي حصل طلابها على درجات كبيرة متقاربة، واتخاذ إجراءات صارمة حتى نضمن عدم تكرار ذلك مستقبلا، وضياع أحلام الأسر المصرية التي اقتطعت من أقواتها للإنفاق على أبنائها المجتهدين، والله الموفق والمستعان، وتحيا مصر.

egypt1967@Yahoo.com

الجريدة الرسمية