رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

كتيبة فيتو.. وحادث معهد الاورام


بعد سنوات من الممارسة الخبرية كنا فيها نحاول قدر المستطاع أن نمارس دورنا الخبري كبوابة خبرية لا تسعى إلى تلوين الأخبار أو اللعب في مضمونها، أعترف أن الممارسة الفعلية في ظل أجواء استثنائية تمر بها منطقتنا بمنعطف خطير من الأحداث المتتالية سعينا فيها إلى تدريب قطاع عريض من الشباب إلى السعي الحثيث وراء صدق المعلومة دون المبالغات التي صبغت الحياة بتنامي دور وسائل التواصل الاجتماعي ونشوء ما يسمى بالإعلام الاجتماعي.

وكأي تجربة وقعنا في فخ عدم الدقة مرات عديدة، كانت لنا نبراسا هاديا للوصول إلى قواعد حاكمة للعمل الصحفى، رأيت بأم عينى كامل نضجه بعد دقائق من بدء يومنا هذا عندما تسربت شبه معلومات عن وقوع انفجار أمام المعهد القومى للأورام، تابعت من منزلي كيف تصرف زملائي مع الحادث، وكيف تعاملوا معه بنضج أفخر به، حيث لم ترد معلومة واحدة دون إسنادها إلى مصادر رسمية، خاصة وأن مستنقع السوشيال ميديا كان قد أغرق البلاد والعباد في طلاسم لا علاقة لها بما جرى على أرض الواقع.

وعلى مدار الساعات الماضية وحتى كتابة هذه السطور لم تنشر بوابة فيتو خبرا واحدا من خارج سياق المصادر الرسمية سواء من وزارة الصحة أو وزارة الداخلية أو مكتب السيد النائب العام، رغم ضغوط الموقف وسريان بحر من الضبابية، منطلقا من مواقع التواصل الاجتماعي واجتهادات لا تخلو من بصمة كتائب إلكترونية لا تعتمد على المعلومات بقدر اعتمادها على أهداف خبيثة.

كنا ولا نزال نعلم أبناءنا في صالة الأخبار أن الخبر هو المعلومة الصادرة من مصدر ذي ثقة، بعد أن وثقنا في دورات عديدة المعنى الواضح لمفهوم المصدر، وعلى هذا أتصور أن هذا الجيل من الشباب استوعب الدرس جيدا، وقدم تجربة قد يراها البعض غير شافية وغير قادرة على الإجابة عن كافة الأسئلة والألغاز المحيطة بالحادث، غير أنها لم تتورط في نشر ما يمكن وصفه بالتحليل، خاصة وأن جهات التحقيق لا تزال تقوم بواجبها كاملا للوصول إلى الحقيقة، التي ينبغي أن تعلن للرأي العام، باعتبارها البطل الأول والأخير وصاحب الحق الأصيل في المعلومة.

ما زلت أردد لزملائي أن مثل هذه الأحداث لا يجوز فيها استباق ما تسفر عنه تحقيقات النيابة العامة وجهات البحث الرسمية، احتراما للحق في المعلومة، ومواجهة لسيل الشائعات الذي يتنامى في مثل هذه الظروف، تحية خاصة لزملائي في فيتو، وزملائي في المؤسسات الصحفية كافة، الذين التزموا القواعد المهنية للتعاطي مع حادث الفجر وكل حدث تمر به البلاد.
Advertisements
الجريدة الرسمية