رئيس التحرير
عصام كامل

"في 5 دقايق تعرفي دينك".. تفاصيل لقاء مديحة كامل والشيخ الشعراوي

فيتو

28 عامًا هي العمر الفني لـ«ملكة الإغراء» الفنانة الراحلة مديحة كامل، فلم تكن الراحلة من اللاتي قدمن الإغراء في الأعمال الفنية اعتمادًا على التركيبة الجسمانية ولكن تمكنها من أدواتها الفنية حيث كانت كلها عوامل مساعدة لنضوج فني متكامل.




امتكلت الفنانة الراحلة أنوثة طاغية، ممزوجة بالموهبة الفنية جعلتها تتربع على عرش النجومية، دون منافس لسنوات، ولم يكن «الإغراء» مؤهلها الوحيد، فامتلكت الفنانة الراحلة من الكفاءة الفنية لتجيد كافة ألوان الفنون، ولعل أبرز أدوارها بعيدًا تماما عما اعتاده الجمهور في الإغراء مثل دورها في فيلم «المعلمة سماح» أمام الفنان عزت العلايلي عام 1989.



وكانت الفنانة الراحلة مديحة كامل في الصفوف الأولى من نجوم جيل السبعينات حتى بداية التسعينات التي قدمت فيه آخر أعمالها الفنية فيلم «بوابة إبليس»، والتي لم تكمل تصويره وتعلن اعتزالها الفني نهائيًا، حتى اضطر القائمون على الفيلم للاستعانة بـ«دوبليرة».



قصة طويلة وكواليس وحكايات سردتها الصفحات الفنية والمهتمة بأخبار النجوم، حول اعتزال الفنانة الراحلة مديحة كامل، خاصة أنها كانت من أولى المناهضات لاعتزال الفن وارتداء الحجاب، الأمر الذي كان دائما يسبب صدامًا بينها وبين نجلتها «ميرهان»، فكانت الابنة كلما طالبت والدتها باعتزال الفن، ترد الأم عليها قائلة: «الفن دا اللي فاتح بيتنا وبيأكلنا عيش».



ففي إحدى الحوارات الصحفية كشفت ميرهان محمود الريس (نجلة الفنانة الراحلة)، جوانب من حياة والدتها قبل وبعد اعتزال الفن وارتداء الحجاب والمواظبة على الصلاة حتى وافتها المنية عن عمر ناهز الـ49 عامًا في منزلها في 13 يناير 1997 المصادف الرابع من شهر رمضان بعد أن أدت صلاة الفجر جماعة مع ابنتها وزوج ابنتها، ثم خلدت للنوم، وتم العثور عليها متوفية في ظهر اليوم التالي.

وقالت مريهان إن والدتها كانت لا تعرف عن الإسلام سوى الشهادتين فقط، وكانت عندما تطلب منها أن ترتدي الحجاب، كانت ترد عليها بسخرية: «الفن هو الذي ينفق عليها».



أما القصة الحقيقية وراء إعلان الفنانة الراحلة مديحة كامل اعتزال الفن، فروت تفاصيلها الفنانة الراحلة بنفسها في برنامج «حوار صريح جدا» عام 1995، (الذي تم منع عرضه لهجومها الشديد على الوسط الفني) وتناقلته الصحف وقتها، قالت فيها: «أثناء عملي في السينما فجعت بوفاة شقيقي الذي لم يتجاوز عمره وقتها الـ17 عامًا وهذه الحادثة هزّتني بشدة، وكان ذلك في 1978، وبعد هذا الحادث بدأت أتقرب إلى الله، وأصبحت أواظب على الصلاة حتى وأنا أمثّل كان موعد إقامة الصلاة مهمًّا وقياسيًا بالنسبة لي، وكنت في ذلك الوقت أمثّل دوري في مسلسل العنكبوت للدكتور مصطفى محمود».



وتابعت: «بعدها الدنيا أخذتني والموضة والنجومية وبريق السينما، ثم زهدت الدنيا والعمل وأنا في غرفة المكياج استعدادا لمشهد أقوم بتمثيله في البلاتوه، وأقول لنفسي: أنا بعمل إيه؟ وإلى متى؟ وهو الموضوع ده مالوش نهاية؟ بعدها كنت أشعر أننى غريبة في الوسط الفنى، كنت أذهب يوميًا للاستوديو، بالرغم من حب كل الناس، فإننى كنت أشعر بغربة شديدة».

ففي أوائل شهر رمضان عام 1992، كان التفكير جديًا في اعتزال الفن وارتداء الحجاب، وقد بدأت الفنانة الراحلة خلاله تتوجه لبعض رجال الدين، ومن بينهم كان الشيخ الإمام الراحل محمد متولي الشعراوي، الذي كان له الدور الأبرز في إعلان اعتزالها الفن بشكل نهائي.

وعن تفاصيل المقابلة التي جمعتها بالإمام الراحل، قالت: «حينما قابلت الشيخ الشعراوي سألته: كيف أتعلم دينى؟ فرد: الدين يعلم في 5 دقائق لكن هناك اجتهادات شخصية على الإنسان أن يفعلها بنفسه من قراءات وتثقيف ديني، وكلما اجتهد الإنسان أكثر ترقى أكثر عند الله، وبعدها دخلت في نوبة بكاء».



يذكر أن الفنانة الراحلة مديحة كامل أعلنت الاعتزال في 1992 أثناء تصويرها فيلم بوابة إبليس مع المخرج عادل الأعصر، ما اضطر المخرج إلى الاستعانة بدوبليرة لاستكمال مشاهدها.

وعانت الفنانة الراحلة مديحة كامل من مرض القلب طوال حياتها، وأصيبت المرة الأولى بجلطة عام 1975 أثناء تصويرها مسلسل الأفعى، إلا أن متاعبها الصحية الجدية بدأت قبل وفاتها بعام حيث ظلت طريحة الفراش في مستشفى مصطفى محمود لمدة 10 أشهر بسبب ضعف عضلة القلب وتراكم المياه على الرئة بشكل مستمر مما استدعى مكوثها في المستشفى لفترة طويلة.



وتوفيت في منزلها في 13 يناير 1997 المصادف الرابع من شهر رمضان بعد أن صلت صلاة الفجر جماعة مع ابنتها وزوج ابنتها، ثم خلدت للنوم، وتم العثور عليها ميتة في ظهر اليوم التالي.



وولدت مديحة كامل في مدينة الإسكندرية في 3 أغسطس عام 1948، وانتقلت عام 1962 إلى القاهرة، والتحقت بكلية الآداب في جامعة عين شمس عام 1965، وبدأت مشوارها الفني عام 1964 بأدوار صغيرة في السينما والمسرح، كما عملت في عروض الأزياء، وتدرجت في الأدوار الثانوية حتى حصلت على دور البطولة أمام الفنان فريد شوقي في فيلم 30 يوم في السجن في أواخر ستينات القرن العشرين ثم اختفت بعد ذلك نحو عامين أو أكثر ثم عادت من جديد لتمثل في مصر ولبنان في أدوار لم تجلب لها الشهرة الواسعة ولكنها حققت انتشارا كبيرًا ولعبت أدوار البطولة الثانية في أفلام كثيرة حتى جاءتها الفرصة للبطولة المطلقة مع المخرج كمال الشيخ في فيلمه «الصعود إلى الهاوية».
الجريدة الرسمية