رئيس التحرير
عصام كامل

بروتوكولات تعاون «الحوثي» مع إسرائيل.. «الأسلحة مقابل الآثار».. وصفقات بمباركة واشنطن وموسكو وطهران.. حفل زفاف يكشف المستور.. والصحف العبرية توضح تفاصيل التعاون

فيتو

على الطريقة الإيرانية، تتعامل جماعة أنصار الله «الحوثي» في اليمن مع الملف الإسرائيلي والأمريكي، ففي الوقت الذي ترفع فيه الجماعة شعارات إيرانية المنشأ من نوعية «الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل»، وعدم ترك مناسبة دون الإشارة والتأكيد بأنهم في عداء كامل ومستمر مع دولة الاحتلال، فإن حقائق سرية تؤكد عكس ما يقولون، وتبرز علاقتهم القوية بإسرائيل واليهود من خلال اتفاقيات سرية ودول راعية، بما يسمح لهم بالبقاء في اليمن والدفع بإسرائيل للدخول في الحرب الدائرة بها وتحقيق مصالحها بدعوى حماية تابعيها.


أولى الحقائق
ظهرت أولى هذه الحقائق، خلال زفاف حسين سلام، ابن شقيقة عبد الملك الحوثي، زعيم الحوثيين، الذي حضره عدد من حاخامات اليهود باليمن وإسرائيل، وانتشرت صورة لأحد الحاخامات وهو يعانق «حسين» خلال زفافه المقام بنيويورك، على مواقع التواصل الاجتماعي، لتؤكد أن هناك علاقة وثيقة بين إسرائيل والميليشيات المتمردة نشأت وتوطدت مع الحروب المستمرة في اليمن، ويقوم حاخامات اليهود الذين ادعى الحوثيون أنهم قتلوا العديد منهم وهجروهم من منازلهم بدور الوسيط.

وحسبما أوضح موقع «ناشيونال يمن» اليمني، فإن إسرائيل تسعى لحماية الأقليات باليمن، بحجة أن الحوثيين يشكلون خطرا عليهم، وفي عام 2016، عقدت لقاءات بين مسئولين أمريكيين وإسرائيليين لبحث طريقة حماية يهود اليمن.

وبناء على ذلك هددت دولة الاحتلال بأنها ستدخل الحرب في حال زيادة الانتهاكات ضد اليهود، وبدأت تتعالي فيها الأصوات التي تطالب العالم بالاعتراف المنهجي لخطف أطفال اليهود باليمن خلال السنوات الأولى لقيام الدولة الصهيونية والحرب الدائرة باليمن منذ 2014، لتكون حجة تمكنها من دخول البلد الذي مزقته الصراعات والحصول على نصيب من خيراته، وذلك في وقت هددت فيه حكومة الاحتلال بأنها ستدخل الحرب إذا زادت الانتهاكات والتوترات بمضيق هرمز، وقام الحوثيون بتهريب العديد من الآثار لإسرائيل، ومنها وثيقة من التوراة يبلغ عمرها 500 عام، وبرغم ما قيل عن تحقيق الحوثيين في أمر تهريب الوثيقة، إلا أن موقع «إسرائيل ناشيونال نيوز» العبري، ذكر أن هناك عددا من الحوثيين ساعدوا الحاخام على تهريب الوثيقة، مشيرا إلى أنه تم نقل العديد من الآثار لتل أبيب عبر الحوثيين أنفسهم مقابل الحصول على مبالغ طائلة.

تعاون وثيق
وفي نفس السياق أوضحت صحيفة «يديعوت أحرنوت» الإسرائيلية، أن اليمنيين الموجودين بصنعاء أكدوا وجود تعاون وثيق بين تل أبيب والحوثيين، في عملية تهريب اليهود لإسرائيل، موضحين أن مطار صنعاء الذي يسيطر عليه الحوثيون، يسير رحلات جوية يومية، تتضمن يهود متجهين لدولة الاحتلال، عبر نقلهم دول مختلفة ثم إلى تل أبيب، كما أكدت أن مخطوطة التوراة التي تم تهريبها كانت من ضمن صفقة تهريب ضخمة جرت بين الحوثيين وأطراف إسرائيلية، وهو ما أكده وزير الثقافة اليمني، مروان الدماج، في أبريل 2018، بقوله إن «الحوثيين هربوا مئات الآثار لإسرائيل ومنها قطع فنية كانت بالمتحف إبين بعد تدميره ومخطوطات يهودية نادرة تعود لعلماء وشيوخ يهود».

اتفاقات سرية
الأمر لم يتوقف على التهريب فقط، بل تم توقيع اتفاقات سرية بين دولة الاحتلال وميليشيا الحوثي، وأوضحت صحيفة «جيروزاليم بوست» العبرية، أنه تم توقيع عدة اتفاقات سرية بين الطرفين، منها صفقة نقل يهود إلى إسرائيل، وتمت قبل وصول آخر فوج من يهود اليمن وكان مكونا من 19 شخصا إلى تل أبيب، بمساعدة أمريكية، كاشفة أن هناك عملاء من الحكومة الإسرائيلية مقربين من عبد الملك الحوثي شخصيا، وعناصر من الحكومة الأمريكية يشكلون اتفاقيات دائمة، تهدف لاستمرار الحرب القائمة في اليمن ومد الحوثيين بأسلحة، مقابل إمداد دولة الاحتلال بما تريد من معلومات استخباراتية أو آثار.

ومنذ فترة انتشرت صور لمسلحين حوثيين يمسكون بأسلحة ومضادات للطائرات من إنتاج مصانع إسرائيلية على مواقع التواصل الاجتماعي، وعلق عليها الناشطون اليمنيون، بقولهم «هناك تحالف وثيق بين المليشيات المتمردة ودولة الاحتلال»، كما كشفت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية، أنه يتم نقل أسلحة إسرائيلية الصنع عبر زوارق بحرية عن طريق بعض العملاء والمهربين إلى سواحل اليمن ومن ثم نقلها إلى صعدة، مقر مليشيات الحوثي، موضحة أن تلك الأسلحة متنوعة ولم يعرفها الحوثيين من قبل، ولذلك يتم تدريبهم عليها من قبل عناصر إيرانية.

استنفار
وأشارت الصحيفة الأمريكية إلى إعلان الاستخبارات العسكرية اليمنية بمنطقة «ذباب» الساحلية في وقت سابق حالة استنفار قصوى بعد تزايد استهداف المنطقة بعمليات تهريب ضخمة للأسلحة تقودها سفن إسرائيلية، وفي 2013، احتجزت السلطات البحرية الإثيوبية سفينة أسلحة إسرائيلية قبل وصولها لسواحل ذباب اليمنية.

كما ضبطت وزارة الداخلية اليمنية عام 2015، شحنة أسلحة كبيرة، كانت مخفية ضمن حاوية بضائع وصلت إلى ميناء الحاويات بمدينة عدن ومحملة بكميات كبيرة من الأسلحة المختلفة، وأعلن وقتها مركز الإعلام الأمني التابع لوزارة الداخلية اليمنية تفاصيل عن الأسلحة المهربة، موضحا أن أغلبها من تل أبيب، وتجاوزت قيمتها 200 مليون دولار، فيما كشفت مصادر إعلامية يمنية عام 2016، عن ضبط القوات البحرية الجيبوتية لسفينة إسرائيلية تحمل كميات كبيرة من الأسلحة المتنوعة وكانت في طريقها لتفريغ حمولتها في أحد المنافذ الساحلية اليمنية استعدادا لنقلها لعناصر التمرد الحوثية في صعدة.

التعاون بين الحوثيين وإسرائيل، لاترعاه فقط أمريكا، بل روسيا أيضا، وقال موقع «المونيتور» البريطاني: إن روسيا لديها علاقات جيدة مع الحوثيين، وتسعى للاستفادة من الحرب الدائرة في اليمن عبر مساعدتهم وتسهيل التعاون بينهم وبين إسرائيل، موضحا أنها نسقت العديد من اللقاءات بين قادة الحوثي ومسئولين من الحكومة الإسرائيلية، كان آخرها في أغسطس الماضي، كما ساعدت الميليشيات المتمردة على إمدادهم بالأسلحة المختلفة، وقال على زمكي، ممثل المجلس الجنوبي الانتقالي باليمن: إن «موسكو لعبت دورا كبيرا في توطيد العلاقة السرية بين الحوثيون وإسرائيل، كما أوضح أن الجماعة الحوثية تسعى لكسب جميع الأطراف واستغلال الحرب الدائرة لتحقيق أكبر مكاسب ممكنة»، مشيرًا إلى أن علاقتها الدافئة مع إيران مكنتها من القيام بذلك الدور ببراعة.

"نقلا عن العدد الورقي...."
الجريدة الرسمية