رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

محمد عودة يكتب: تشيكوف الأدب العربي

فيتو

في عام 2004 أجرت جريدة القاهرة حوارا مع الكاتب الصحفى محمد عودة حول أدب وشخصية الدكتور يوسف إدريس قال فيه:
إن يوسف إدريس أولا هو تشيكوف الأدب العربى، بل وأظن أنه تجاوزه لأن تشيكوف كان خلفه تراث الأدب الروسى بغناه وتراثه وتعدد مدارسه ومبدعيه.


أما القصة العربية القصيرة فهى تدين ليوسف إدريس الذي كان علامة فارقة مما جعل منه مدرسة خرج من بين جنباتها عشرات القصاصين الجديرين والمنتمين سواء من قريب أو بعيد.

أما على الصعيد الإنساني فلم يكن يوسف إدريس شخصية عادية بل كان أقرب إلى مستر جيكل ومستر هايد.. أي ذا طبيعة إنسانية ازدواجية.

والحقيقة أنه ابن عصره إذ كان يمثل الغليان في فترة الخمسينيات والتحولات وشكل العالم آنذاك بعد الحرب العالمية الثانية.. لذلك حملت شخصيته تناقضات العصر الذي نعيشه وبراكينه، فجانب منه طفل وإنسان إلى أقصى حد، والجانب الآخر قاس وعنيف ومضطرب.

والحقيقة أنه عاش حياته كلها في صراع بين هذين الجانبين في شخصيته، وظهر هذا في أدبه جليا سواء على مستوى القصة أو المسرح.

يوسف إدريس كتب القصة الطويلة والقصيرة والمسرح والنقد الأدبي، وكان ابنا لعصر الثورات والانقلابات العربية، وهو ككاتب ملتزم لم يكن قادرا على أن يهرب من محيطه ويبتعد عن التغيرات الحادة التي يعيشها المنطقة العربية وكان لابد لكل ذلك من أن ينعكس على أدبه ومسرحه.

وأنا أرى أن يوسف إضافة في المسرح العربى إلا أن مكانه في القصة القصيرة هو العمادة والتراث، وهو أول من أخرج القصة العربية والشخصية العربية وخاصة المصرية إلى العالم، إذ ترجم ابداع يوسف إلى معظم لغات العالم.

وحول شخصية يوسف ادريس المعارضة قال عودة:

هو ابن الثورة وله الحق في أن يعترض وينقد إلا أنه لم يكن مناوئا لها..ولذلك فهو وجميع أبناء جيله نتاج هذه الثورة إلا أنه لم يكن في حياته كاتبا رسميا رغم انتمائه هذا، بل أن جميع ما فعلته الثورة كان مصدر إلهام له في مشروعه الأدبي الإبداعي.

وحوله اتهامه بكتابة كتاب (معنى الاتحاد القومى) الذي وضع اسم السادات عليه قال عودة:

هذا كلام فارغ فالسادات كان يعتبر نفسه كاتبا وكان شديد الاهتمام بالانتماء إلى أوساط أدبية وصحفية وكانت له علاقات واسعة معهم إلا أن ذلك لم يجعل من يوسف شخصية منافقة للسادات أو كاتبا لحسابه، ولعل السادات قد كتب والسادات راجع وصحح.. أما أن يكتب ويضع اسم السادات فهذا سلوك لا ينتمى ليوسف إطلاقا ولا يمكن أن يحدث منه أبدا.

وكل ما يقال عن يوسف مجرد شائعات لأنه كان يثير غيرة الكثيرين إضافة إلى شخصيته الاستفزازية والعدوانية أحيانا.
Advertisements
الجريدة الرسمية