رئيس التحرير
عصام كامل

علي أمين: يوسف إدريس سيد المؤلفين المسرحيين

فيتو

في كتاب بعنوان (يوسف إدريس بقلم هؤلاء) أصدرته مكتبة مصر بعد وفاة الدكتور يوسف إدريس في 1 أغسطس 1991 يضم آراء مجموعة من الكتاب ومنهم الكاتب الصحفى على أمين فكتب يقول:


هل يمكن أن تدور عجلة الدنيا بلا أسياد؟ وهل يستطيع العبيد أن يصبحوا أسيادا ويتخلصوا من سيطرة الأسياد على حياتهم؟
إن الدكتور يوسف إدريس يفاجئ الجمهور في نهاية مسرحية "الفرافير"بأن الدنيا لا يمكن أن تدور بلا أسياد، وأن نظام الطبقات لا يمكن الخلاص منه ولا حتى في الآخرة، فهو في نهاية روايته يرفع السيد والعبد إلى السماء ويفاجأ العبد بقوة الهية تضطره أن يدور دائما حول سيده الذي تصور أنه يمكن الخلاص من سيادته.

ورغم هذا الدش البارد فإن الجمهور لم يضرب المؤلف الذي صدم أحلامه وأمانيه، بل وقف يهتف للمؤلف ويصفق له.

استطاع المؤلف أن يسحر الجمهور بتعبيراته اللاذعة وسخريته القاتلة وينسيه الختام الخطير الذي وضعه لمسرحيته.

وإذا كان النقاد قد هاجموا المؤلف على النهاية التي اختارها لروايته واتهموه بأنه داس على مبادئه الاشتراكية ليحقق انتصارا مسرحيا.. فغنى أعتقد أن يوسف إدريس لا يقصد بهذه المسرحية أن يعلن أنه لا يمكن التخلص من طبقة الأسياد، إنما يقصد أن يثير عقول الناس ليبحثوا عن طريقة جديدة يتخلصون بها من أسيادهم.

إن مسرحية إدريس لا تنتهى بنزول الستار إنما تعيش في ذاكرة الجمهور بعد خروجه من المسرح فهى تدور في رأسه وتخلق علامات تعجب تطالبه بحل لها.

لقد حلق المؤلف في بعض أجزاء الحوار حتى وصل إلى مستوى عالمى لكنه نزل إلى الأرض بعض الأجزاء الأخرى.

ولو كنت مكانه لأعدت كتابة هذه المسرحية من جديد حتى تعيش في تاريخ المسرح الحديث واستطاع المخرج كرم مطاوع أن يحول الطوب الذي رماه المؤلف على كل طبقات المجتمع وكل أحلامه إلى مسرحية مثيرة تخطف انظار المتفرج وتسيطر على جوارحه.

أبدع عبد السلام محمد في تمثيل دور العبد في استسلامه وفى ثورته ودموعه وضحكاته، ولمع توفيق الدقن في دور السيد حول ثقل دم الأسياد إلى خفة دم.

واستطاع عبد الرحمن أبو زهرة في دور المرحوم أن يحول جنازته إلى فصل من فصول روايات نجيب الريحانى، وكانت سهير البابلى بطلة.

وأخيرا فإن هذه المسرحية حولت الفرفور يوسف إدريس إلى سيد بين المؤلفين المسرحيين.
الجريدة الرسمية