رئيس التحرير
عصام كامل

الأبنودي يروي ليلة القبض على يوسف إدريس في السودان

الابنودى
الابنودى

في حوار أجراه الصحفي أيمن الحكيم مع الشاعر عبد الرحمن الأبنودي ونشرته جريدة القاهرة عام 2004 حول شخصية وذكريات مع الدكتور يوسف إدريس قال فيه:

كنا وفدا رسميا يوسف إدريس وأنا دعينا لزيارة دولة السودان، وكانت المرة الأولى التي يسافر فيها يوسف إدريس إلى السودان، وأنتم تعلمون أن يوسف جميلا أبيض الوجه فادعى أنه سوداني الأصل وأن جده اسمه إدريس شأن سودانيي الأفلام.

كانت الدعوة في الأساس موجهة إلى نجيب محفوظ وعندما أخبرتهم أن الأستاذ نجيب لا يمكنه السفر أو ترك البلاد كعادته ورشحت بدلا منه يوسف إدريس.

كان هناك في السودان الصحفي هبة عنايت وكان رئيس تحرير مجلة الوادي.. رافقنا طوال الرحلة ولم يتركنا وشهد أحداث هذه الواقعة.

لم تكن هذه هي المرة الأولى التي أزور فيها السودان، فأنا معروف جدا هناك، حتى إنه يقال عني أنى شاعر سوداني ضل طريقه إلى القاهرة. ويقيمون لي عدة ندوات وأمسيات شعرية.

كما دعاني مركز الفنون الشعبية إلى إلقاء محاضرة عن سيرة بني هلال، فعرض هبة عنايت على يوسف أن يحضر معنا بدلا من المكوث في الفندق، فحضر وكانت المرة الأولى التي يرى فيها جماهيريتي في بلد خلاف مصر. وعقب في المحاضرة بقوله إنه مذهول إذ يجد الأبنودي الصديق الذي يعرفه جيدا مجهولا بالنسبة له.

ثم تناولنا الغداء في منزل محجوب، مدير مكتب الرئيس جعفر النميري؛ حيث دعانا على أكلة اسمها شطة، وهي عبارة عن قرون الشطة الصغيرة مطبوخة، وخرجنا من عنده ونحن لا نرى الطريق من هول الولعة الخارجة من العيون ومن فروة الرأس، وذهبنا إلى أمسية شعرية في الجمعية الأفريقية، وكان يوم المرأة العالمي وإذا بيوسف يردد: إنكم شطة، رجالكم شطة، نساؤكم شطة.

ألقيت قصائدي والهجوم على معاهدة كامب ديفيد من ديوان (المشروع والممنوع) فهاجت الدنيا، ولم يكن يوسف يحب أن يسرق نجوميته أحد قال ما قال وخربت الدنيا.

وحين نزلنا وجدنا رجال السفارة يطالبوننا بمقابلة السفير ضروري، وحين عدنا إلى الفندق وجدنا البوليس ورجال الأمن، وتم القبض على يوسف إدريس. وهو يقول لي: عملتها يافالح؟

قلت: إنه كان يمكن أن يطلب منه مغادرة السودان بدلا من القبض عليه، وبعد التحقيق عدنا أنا ويوسف إلى القاهرة.
الجريدة الرسمية