رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

مصطفى أمين يكتب: موقف نبيل

فيتو

في عام 1934 فكر الصحفى محمد التابعى في إصدار مجلة متنوعة عن دار أخبار اليوم، لكن جاءت مشكلة التمويل للمجلة ويروي مصطفى أمين رحلة البحث عن رأسمال للمجلة فكما نشر في مؤلفه (من عشرة إلى عشرين) يقول:


لم تسمح الحكومة لمحمد التابعي بإصدار مجلة تحمل اسما فاستأجرنا من الأستاذ محمد عفيفى شاهين مجلة اسمها الطيارة، وفكرنا في تغيير اسمها، وبدأت الاقتراحات، فأرسل على أمين من لندن يقترح اسم الزعيم ورفضته وزارة الداخلية واقترحت أنا اسم الدستور ورفضه التابعى وكذلك اسم الجريء والاستقلال وأخيرا اقترحت اسم آخر ساعة فاشتراه منى التابعي بخمسة مليمات مكافأة منه.

خرجت عشرات المحاولات للحصول على قرض أو سلفة لإصدار المجلة لكنها باءت بالفشل فقد كان البحث عن مائة جنيه في تلك الأيام عملية شاقة فقد كان دفعه في مشروع صحفى مخاطرة مجنونة. وكان أول من رفض إقراضنا هو صديقنا محمد عبد الوهاب.

وكان أصدقاؤنا ينصحوننا بالعدول عن فكرة إصدار المجلة ويضربون المثل بالمجلات التي حاولت أن تصدر ثم ماتت بعد شهور، وكنا نقول إننا نستطيع أن نبدأ من حيث انتهى هؤلاء وأن نستفيد من تجاربهم.

وفجأة اتصل بى صديق لطلعت حرب (مؤسس بنك مصر وشركاته) هو محمد اسمه محمد فهمى الخضرى ابلغني أن طلعت حرب يريد أن يرانى.

ذهبت لمقابلته انا ومحمد التابعى فقال لى سمعت من أحمد عبد الوهاب ـ وزير المالية ـ إنكم تبحثون عن قرض مائة جنيه لإصدار مجلة فلماذا لم تفكروا في بنك مصر يا أذكياء، وأنا مؤمن أن مشروعكم سينجح.

وبالفعل طلب طلعت حرب تليفونيا لطفى محمود سكرتير بنك مصر وطلب منه قرضا لنا وسط دهشتى انا والتابعى بمائة جنيه ـــــ بدون ضمان لأنه كان لايوجد من يضمنا ـــــ تقسط من ثمن الاعلانات التي ستنشرها المجلة الوليدة عن بنك مصر وشركاته.

وصدرت مجلة آخر ساعة في يوليو 1934 بسبب موقف نبيل من رجل الاقتصاد طلعت حرب دون أن يعرف أحد أن رأس مال آخر ساعة من بنك مصر.

وفى الصورة التوءمان مصطفى وعلي أمين مع الأستاذ محمد التابعى. 
Advertisements
الجريدة الرسمية