رئيس التحرير
عصام كامل

هل ينجح شباب الإخوان في تنفيذ مخططات الانقلاب على القيادات التاريخية؟

شعار الإخوان
شعار الإخوان

تمضي فتنة التسريبات، التي انتهكت الذمة المالية للإخوان في مسار مظلم، الكل يرفع السلاح ويستعد للعدوان، التيارات المتصارعة تستعد لحصد المغانم، بينما أصبح قطاع كبير من الشباب يعد العدة للانقضاض على السلطة والانقلاب على الكبار في الجماعة، وهي أنباء أصبحت في حكم الواقع، وترددت طوال يوم أمس ونقلتها صحف قريبة من الجماعة.


منتصر عمران: الإخوان جهزت نفسها للانقضاض على الحكم في تونس بعد وفاة "السبسي"

ومن يعرف الإخوان، يعلم جيدا أن ثقافة الانقلاب جزء أصيل من منهجية الفكرة الإخوانية، تحالفوا مع القوى السياسية وانقلبوا عليها، جميع الأنظمة التي عاشوا في كنفها، وتحت حمايتها، وعقدوا الصفقات معها، في أول تعثر لها، كانت الجماعة تتصدر الصفوف المطالبة بقطع الرقاب، مع أنهم كانوا أول المتعاونين والمحبين والمخلصين.

من البداية، ومع نمو البذرة الإخوانية، تحالف البنا عقده مع الملك فاروق، واستغل ذلك في تنمية التنظيم والعمل بحرية، حتى اخترق جميع المؤسسات، وظهرت مخالبه الحادة، لتصطدم على الفور بالترسانة الأمنية للدولة المصرية، بعدما نفذ رجاله عددا من عمليات الاغتيال، عبر التنظيم الخاص، واستهدفوا رموز الدولة من جميع الفئات، وكان الرد حاسما بقطع رأس الجماعة، واغتيال حسن البنا عام 1949، وظل عدد كبير منهم أسرى السجون المصرية.

مع تولي المرشد الثاني حسن الهضيبي، حاول إعادة المياه لمجاريها، وذهب لزيارة الملك فاروق، في الوقت الذي جلست فيه قيادات الجماعة مع ضباط ثورة يوليو لتدبير خطة الانقلاب على فاروق، حتى أزيح عن السلطة، في 23 يوليو 1952م.

بعد فاروق، ظهرت مطامعهم في الحكم، وطالبوا عبد الناصر بتسلم السلطة، ورفض الضابط الذكي محاولتهم للركوب على الثورة، فقاموا بتدبير محاولة لاغتياله التي عرفت إعلاميًا بـ«حادثة المنشية»، وتطورت الأحداث، وزج بهم في السجون، حتى جاء السادات، وتحالف معهم لضرب الشيوعيين والناصريين.

حاولوا الانقلاب عليه، ضمن أحداث الفنية العسكرية عام 1974، وتوترت العلاقة بالرجل مع الوقت، حتى زج أغلبهم في السجون من جديد عام 1981، وراح السادات في النهاية ضحية للثقة بالإسلاميين.

حسني مبارك، أخذ نصيبه أيضا من التآمر، بعد عقود من إبرام الصفقات مع نظامه، وتأييد ترشح نجله لرئاسة الجمهورية، ومن بعده ثوار يناير، حتى قضت عليهم ثورة 30 يونيو، والآن يعود الشباب الإخواني لنقطة الصفر، ويحمل في جعبته تاريخا طويلا من تجارب الانقلاب، ما يجعله على أتم الاستعداد لإزاحة الكبار من أماكنهم، بالخبرة والتجربة، ومن شابه أباه فما ظلم!
الجريدة الرسمية