رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

مصطفى أمين يكتب: الأمور التافهة

مصطفى أمين
مصطفى أمين

في كتابه "أفكار ممنوعة" كتب الصحفى الكبير مصطفى أمين مقالا قال فيه:
أصدر الرئيس أنور السادات قرارا جمهوريا بتعيين فكرى مكرم عبيد زعيما سياسيا خليفة لمكرم عبيد، وأصدر في نفس الوقت أمرا جمهوريا بتعيين المطربة ياسمين الخيام خليفة لأم كلثوم.


وسمع فكرى رأيى هذا فوقف في ندوة بجامعة الإسكندرية وقال إننى تافه، وفكرى مكرم عبيد صادق فيما يقول فأنا لست عبقريا مثله ولا زعيما مثله ولا ثابتا على مبدأى مثله.

فقد نال فكرى مكرم نائب رئيس مجلس الوزراء مكانة لم يصل إليها مصرى من قبل ولا أظن أنه سيصل إليها مصرى من بعد.

فقد صدر قرار جمهورى يجعل مكانته في البروتوكول قبل رئيس مجلس الشعب ولم يحدث هذا من قبل، وقد رضى صوفى أبو طالب رئيس مجلس الشعب هذا الهوان، ومن حسن حظ سعد زغلول ومصطفى النحاس وأحمد ماهر أنهم ماتوا، وإلا فتصور ماذا كان يحدث في مصر لو أن فكرى مكرم عبيد وقف قبل سعد زغلول في البروتوكول.

والذي حدث لم يكن تكريما لفكرى وإنما كان إهانة للبرلمان والشعب الذي لم يعرف من قبل مثل هذا الاحتقار، ثم إن فكرى أول زعيم في العالم يعين بقرار جمهورى، ففى البلاد المتقدمة تختار الشعوب زعماءها، ولكن في بلادنا أصبح الزعيم شأنه شأن مدير مصلحة المجارى.

وفكرى مكرم ليس تافها مثلى فهو زعيم سياسي انضم إلى أربعة أحزاب وأنا من سوء حظى لم انضم إلى حزب واحد فكان وفديا ثم انضم إلى حزب الكتلة الوفدية ثم أصبح مستقلا إلى أن انضم إلى حزب الأحرار الاشتراكيين نائبا له، ثم أمينا للحزب الوطنى ثم صدر قرار بتعيينه عضوا في مجلس الشعب.

العجيب في فكرى أنه يغير مبادئه كما يغير جواربه ولا يأخذ راحة بين حزب وحزب فكان أول نائب زعيم حزب يعين في البرلمان، هذه الصورة الانتهازية هي التي تلوث أي حزب وتلونه بالألوان النفعية والنفاق.
Advertisements
الجريدة الرسمية