رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

محمد عودة يكتب: الزعيم الشجاع

محمد عودة
محمد عودة

في جريدة العربى عام 2003 كتب الكاتب الصحفى محمد عودة مقالا عن الرئيس جمال عبد الناصر بمناسبة ذكرى ثورة يوليو 1952 قال فيه:
قال القائد الكبير أحمد عبد العزيز لضباطه الشبان المتطوعين بعد تجربة مريرة في الميدان بفلسطين أتدرون أن المعركة الحقيقية في مصر فلن تتحرر فلسطين إلا إذا تحررت مصر أولا.


كانوا مجموعة من المتطوعين وكان أبرزهم الضابط الشاب جمال عبد الناصر الذي ذهب إلى مفتى فلسطين وزعيمها الحاج أمين الحسينى وأبلغه أن عددا من الضباط يريدون التطوع في المقاومة في مواجهة العصابات الصهيونية التي يتدفق عليها السلاح والعتاد من كل مكان.

طلب مفتى فلسطين أن يستشير عبد الناصر رئيس الوزراء محمود فهمى النقراشى ويحصل على موافقته.. لكن رئيس الوزراء رفض ونفذ الضباط إرادتهم سرا وانضموا إلى المقاومة الفلسطينية، ووقع التصادم بين الجبهة المصرية والعصابات الصهيونية، وتدخلت الحكومة رسميا في الحرب وكانت أشرس المعارك في الفالوجا.

لم تكن ثورة يوليو بذلك حدثا منفصلا أو مفاجئا بل استمرارا لحرب التحرير في فلسطين.

ويروى رجل المخابرات الأمريكية المركزية في كتابه (لعبة الأمم) أن الولايات المتحدة كانت شديدة القلق لما سوف يحدث في مصر نتيجة الهزيمة في فلسطين، وهداها تفكيرها إلى مشروع تجهض به أي حدث معادى، وكلف بالمهمة مايلز كوبلاند نفسه وتضمن تدبير انقلاب عسكري سورى ينصب ضابطا مغامرا جندته الولايات المتحدة هو حسنى الزعيم ومعه وزير الدفاع الشراباتى.

تم تدبير الانقلاب داخل السفارة ووصل من سوريا رسول يدعى نذير قنصلية يحمل مشروعا يتضمن إعلان وحدة مصر وسوريا وتنصيب الملك فاروق ملكا على البلدين وأن يكون نائبه حسنى الزعيم في سوريا.

وقبل الملك فاروق المشروع ورحب به واحتفظ بسريته ولكن انهار المشروع باغتيال حسنى الزعيم، واستبسلت الولايات المتحدة في محاولة النفاذ إلى الجيش المصرى ومعرفة مايدور بين الضباط العائدين من المعركة لكن استعصى عليها الأمر.

يقول رجل المخابرات الأمريكية: عرفنا في المخابرات بما يدور في مصر من الصحف تماما كأى مواطن امريكى، واستبسلت مرة أخرى في محاولة احتوائها ولكن بلا جدوى.

وتحققت رؤية القائد الشهيد أحمد عبد العزيز وبانتصار الثورة في مصر اكتملت الرؤية، وأصبحت الثورة الأم التي امتدت إلى آخر مكان حولها وتحول ابن الثورة البار ومفجرها إلى بطلها التاريخى الزعيم جمال عبد الناصر.
Advertisements
الجريدة الرسمية