رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

هل تطفئ التصريحات النارية شرارة الحرب في الخليج أم تُفجرها؟


عاد التوتر من جديد في الخليج بعد احتجاز إيران لسفينة بريطانية في مضيق "هرمز"، ردا على احتجاز سلطات جبل طارق وبإيعاز من بريطانيا لسفينة ترفع علم بنما وتحمل نفطًا إيرانيًا. التصعيد زاد بعد ظهور "حسن نصر الله" الأمين العام لحزب الله في مقابلة مهددًا بأن الحرب على إيران ستكون حربا مدمرة ولن ينجو منها أحد بما فيها إسرائيل. "نتنياهو" استخف بتصريحات الأمين العام لحزب الله مهددا بأن إسرائيل ستوجه حال استهدافها ضربة قاصمة لحزب الله وللبنان.


الرئيس الأمريكي نفض يده من حماية الملاحة في مضيق "هرمز" والسيطرة عليها، قائلًا "إن أمريكا لن تكون شرطيًا تحمي سفن الدول الغنية كالصين واليابان في مضيق هرمز".

روسيا من جانبها لم تخطئ إيران في أي من أفعالها، فهي لا ترى إيران مخطئة في إسقاطها الطائرة الأمريكية المسيّرة ولا في احتجازها للسفينة البريطانية التي اصطدمت بسفينة صيد في مضيق "هرمز"، وهو السبب التي قالت إيران إنه السبب في احتجازها للسفينة البريطانية، والذي لاقى مصداقية لدى الجانب الروسي، حتى أن نائب وزير الخارجية الروسي، "سيرجي ريابكوف"، قال إن "الحجج التي ذكرها الجانب الإيراني لشرح تصرفاته أكثر إقناعًا من الإشارات المبهمة لقانون عقوبات الاتحاد الأوروبي الذي استخدمه سلطات جبل طارق بدعم من المملكة المتحدة في لحظة القبض على ناقلة ترفع علم بنما تحمل النفط الإيراني".

عادةً ما يُعرف الإستراتيجيون التصريحات النارية على اعتبار أنها جزء من الحرب النفسية التي تشنها الأطراف المتصارعة لمنع وقع اعتداء أو حرب، فما الجديد في تصريحات نصرالله، ونتنياهو، وترامب، وسيرجي ريابكوف.

الجديد في تصريحات "نصر الله" أنه وسع رقعة الحرب على إيران. فالمتابع لجميع خطابات الأمين العام لحزب الله يعرف أن "نصر الله" كان يهدد بأن حزب الله سيرد على أي هجوم إسرائيلي على حزب الله. لكن تصريحه الأخير وضع قاعدة جديدة في الصراع تقول بأن حزب الله سيضرب إسرائيل إذا استهدفت أمريكا إيران، باعتبار أن أمريكا تحمي إسرائيل، وأن ضرب إسرائيل يمثل ضربًا للمصالح الأمريكية.

رد نتنياهو على "نصر الله" مختلف عن كل مرة. وحتى نفهم الفارق بين تصريحات "نتنياهو" من قبل وتصريحه الأخير دعونا نستعيد حرب تموز (يوليو) 2006. في تلك الحرب قامت إسرائيل بضرب جنوب لبنان، والضاحية الجنوبية جوا، ودفعت بقوات برية وبسلاح المدرعات في محاولة للوصول إلى نهر الليطاني واحتلال المنطقة بين الحدود اللبنانية الإسرائيلية، ونهر الليطاني، وهو ما فشلت فيه.

لم تهاجم إسرائيل بيروت الغربية ولا وسط بيروت ولا الشمال اللبناني ولا مناطق الجبل والبقاع. رد "نتنياهو" الأخير يقول بأن الضربة القاصمة التي ستوجهها إسرائيل ستشمل جميع أنحاء لبنان هو ما قد يضع حزب الله في مازق، لأن "حزب الله" سيبدو وكأنه يضحي بلبنان من أجل إيران.

تصريح "ترامب" عن رفضه لأن تلعب أمريكا دور الشرطي في مضيق هرمز هو بمثابة دعوة لبريطانيا بأن تلعب هذا الدور. "ترامب" يعرف أن قواته منتشرة في الخليج، لذلك فتصريحه هو دعوة لبريطانيا للتحالف ضد إيران. أما تصريح الدبلوماسي الروسي فهو تكرار للدعم الروسي لإيران وهو إشارة إلى أن روسيا ستساند إيران في أية مواجهة مقبلة.

في خضم هذه التصريحات تتصرف إيران بثقة ولكن اعتقد أن إيران تلعب حاليًا بالنار أو أنها لا تخشى الحرب معتمدة في ذلك على صواريخها، وعلى صواريخ حزب الله، وعلى الدعم الروسي.

ولكن لماذا قد تكون التصريحات النارية لـ"حسن نصر الله" بمثابة تشريط تفجير الحرب؟ الإجابة ببساطة، هي أن صمت حزب الله كان لا يضعه في دائرة الصراع ضد إيران، من الناحيتين الإعلامية والنفسية على الأقل. تهديد "حسن نصر الله" بضرب إسرائيل في حالة الهجوم على إيران، يعيد الضوء من جديد رغبة بعض الدول في ضرب إيران وحزب الله معًا.
Advertisements
الجريدة الرسمية