قصر سويحة الأثري بقوص.. مجمع أديان الصعيد (صور)

على مقربة من الكنيسة الإنجيلية بأحد الشوارع الضيقة بمركز قوص، جنوب محافظة قنا، يوجد قصر أحد الإقطاعيين الأقباط والذي يطلق عليه "قصر سويحة"، ويصل ارتفاعه إلى نحو 10 أمتار تقريبًا، تطل منه بروز وشرفات خشبية، يصل عمره إلى نحو 100 عام، تعلوه لافتة مكتوب عليها "شارع الجيش"، به العديد من النوافذ الخشبية المشيدة على الطراز الأوروبي القديم، وتعلوه قباب متساوية الشكل.

وفي مدخل الشارع ملاصق له مقام الشيخ منصور، المزركش باللون الأخضر تعلوه قبة كبيرة، وهو مكون من دور فقط، وفي الأطراف الأخرى الملاصقة للقصر، توجد منازل العديد من الأهالي بينهم مسلمين وأقباط، وبجوارهم أقدم كنيسة إنجيلية على مستوى قوص.

"فيتو" اقتربت من المنطقة الكائن بها القصر للتعرف على قصته، وطبيعة علاقتهم في مدينة الأديان كما يطلق عليها أهالي الصعيد حيث يعيش بها مسلمون، وطوائف الأقباط "أرثوذكس وإنجيليون وكاثوليك وبروتستانت".

قصر المحبة
قال كمال عبدالموجود، وهو أحد المعمرين بتلك المنطقة، إن هذا القصر كان يمتلكه أحد الإقطاعيين الكبار من الأقباط والذي كان يعيش في قوص، منذ أكثر من 100 عام، منوهًا بأن صاحب القصر كان يمتلك نحو 250 فدانا، بحسب ما ذكرت بعض المصادر، وكان محبا لجميع الأهالي ولم يفرق يومًا في معاملته بين مسلم أو مسيحي. وأضاف: "هنا لم نسمع قديمًا عن أي فتنة طائفية على الرغم من وجود الكثير من المذاهب والطوائف المسلمة والمسيحية".

وأشار الحاج محمود كامل، أحد أصحاب المحال بالمنطقة، إلى أنه لا يعرف كثيرًا عن صاحب القصر فهو لم يعش في تلك الفترة ولكنه سمع من أجداده وآبائه أن هذا القصر لا يزال في حوزة أحفاد صاحب القصر ويأتون إليه سنويًا، ولم يعترضوا يومًا على المقام الملاصق للقصر، بل على العكس تمامًا قوص معروفة انها أرض التسامح والمحبة.

ونوه بأنهم يعيشون في سلام قائلًا: "نحن نجاور بعضنا ونقيم شعائرنا وهم كذلك ونهنئ بعضنا بالأعياد، فنحن نعيش في جلباب الحضارة القوصية، ونعتبرها بحق هكذا، فهذه الأرض قدمها العلماء والأقباط لنا وبها العديد من الأديرة والكنائس".

وقال :"في قوص وبالتحديد في تلك المنطقة يعيش الكثير من أصحاب الطوائف والمذاهب المختلفة، بالإضافة إلى وجود المساجد والكنائس،حتى أطلقوا عليها مدينة الكنائس والمآذن".

ويقول هاني خيري، أحد أصحاب الورش، إن قوص معروفة بالتسامح والمحبة، ويعيش في تلك المنطقة العديد من الأهالي الذين لا يضمرون لبعضهم إلا كل الخير والمحبة.

وطالب ثروت ماهر، أحد أبناء قوص، بترميم القصور الأثرية التي تحتاج إلى صيانة وترميم ووضعها على الخريطة السياحية وقال: "هنا في قوص عدد من المزارات السياحية الإسلامية والقبطية التي يجب الاهتمام بها، وأن يكون هناك قائمة تشمل جميعها لمعرفة تاريخ هذه المنطقة بشكل كاف خاصة أن قوص مشهورة بالصناعات اليدوية ويأتيها السياح لشراء هذه المنتجات".