رئيس التحرير
عصام كامل

إلا مولانا الإمام الحسين


من آن إلى آخر يطل علينا أصحاب الأبواق المريضة المأجورة التي لا دين لها ولا أخلاق، ممن ابتاعوا دينهم وأنفسهم للشيطان والدنيا، بشطحات عدائية للرسول الكريم صلى الله عليه وسلم وعلى آله وآل بيته الأطهار، الذين خصهم الله تعالى بالذكر والتكريم والثناء في كتابه الكريم، وجعل لهم سبحانه خصوصية لم تكن لأحد من الناس قبلهم ولا بعدهم ولن تكون.


ومنذ أيام طالعنا الصحفي العلماني المتوهم بأنه مفكر العصر وصاحب الرؤية الفريدة، والذي أعتقد أنه ينتهج المنهج القائل.. خالف تعرف.. بحثا عن الشهرة والإثارة.. طالعنا بمقال افيه سبط رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى آله وإحدى ريحانتاه وسيد شباب أهل الجنة سيدنا وابن سيدنا وابن سيدتنا سيدة نساء العالمين حضرة مولانا أبا عبد الله الإمام الحسين عليه السلام. اتهمه عليه السلام بالظلم والتغرير والخداع للفقراء والضعاف من المسلمين، والأدهي والأمر من ذلك أنه اتهم حضرته بالجهل وفقد الحكمة وعدم تقديره للمواقف، وأنه عليه السلام أورث الشقاق في الأمة الإسلامية.. وأنه كان السبب فيما تعاني منه الأمة الآن من فرقة وشقاق.

وأعتقد أن هذه الاتهامات الخطيرة الباطلة المفتراة المكذوبة على حضرة مولانا الإمام الحسين عليه السلام اتهامات تنم عن أنه جاهل جهول، وبرغم ما يحمله من مؤهلات إلا أنه أعمى بصر وبصيرة. ومما أدهشني كيف جاءته الجرأة على التطاول والإساءة إلى من قال فيه الصادق المصدوق الذي ما نطق عن الهوى الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم وعلى آله: "حسين مني وأنا من حسين".. وقال: "الحسين سبط من الأسباط"..

وقال: "الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة".. وقال: "أحب الله من أحب حسينا".. وقال: "من أحب الحسين فقد أحبني، ومن أحبني فقد أحبه الله، ومن أحبه الله أدخله جنات عدن خالدا فيها أبدا، ومن أبغض الحسين فقد أبغضني، ومن أبغضني فقد أبغضه الله وأدخله نار جهنم خالدا فيها أبدا".. وقال أيضا عليه الصلاة والسلام وعلى آله: "أثبتكم على الصراط يوم القيامة أشدكم حبا لأهل بيتي ولأصحابي"..

وقال أيضا: "من سره أن يحيا حياتي ويموت مماتي ويسكن جنة عدن التي غرسها ربي فليوالي عليا من بعدي وليوالي وليه وليقتد بأهل بيتي من بعدي، فإنهم عترتي خلقوا من طينتي ورزقوا فهمي وعلمي. فويل للمكذبين بفضلهم من أمتي القاطعين فيهم صلتي. لا أنالهم الله شفاعتي..

وفي أهل البيت الأطهار قال أيضا عليه الصلاة والسلام وعلى آله.. إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أحدهما أعظم من الآخر. كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض وعترتي أهل بيتي ولن يفترقا حتى يردا على الحوض. فأنظروا كيف تخلفوني فيهما..

هذا ولقد جعل الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم وعلى آله حبه وحب أهل بيته شرطا للإيمان والعكس ، حيث قال صلى الله عليه وسلم وعلى آله: "لا يؤمن عبد حتى أكون أحب إليه من نفسه وتكون عترتي أحب إليه من عترته ويكون أهلي أحب إليه من أهله". وتكون ذاتي أحب إليه من ذاته.. وعنه صلى الله عليه وسلم وعلى آله أنه قال: "الحسن والحسين ابناي من أحبهما أحببته ومن أحببته أحبه الله ومن أحبه الله أدخله جنات النعيم. ومن أبغضهما أو بغى عليهما أبغضته ومن أبغضته أبغضه الله ومن أبغضه الله أدخله نار جهنم وله عذاب عظيم"..

هذا والحديث عن فضل ومكانة سادتنا أهل البيت لا ينقطع، فقد حباهم الله سبحانه وتعالى بفضل عظيم لا يعلمه إلا صاحب الفضل جل جلاله ورسوله الكريم صلى الله عليه وسلم وعلى آله، ويكفى أن صلاتنا لله تعالى لا تصح إلا بالصلاة على جدهم وعليهم، وهكذا جعل سبحانه وتعالى ذكرهم والصلاة عليهم في صلاة الجنازة. وذلك لأنهم رحمات الله تعالى في الأرض وبين عوالم الخلق.

 هذا وسوف أفرد بمشيئة الله تعالى مقالا عن فضلهم وسمو مكانتهم ومنزلتهم عند الله تعالى مستندا بآيات كتابه الكريم عز وجل وما جاء في السنة النبوية المطهرة..

عزيزي القارئ نعود إلى ما بدأناه في المقال وأقول لذلك الكاتب.. لقد أخطأت خطئا عظيما وارتكبت جرما وإثما عظيما في حق سيد الشهداء، وغاب عنك أن لأهل البيت الأطهار قداسة وحرمة ومكانة ومنزلة في قلوب المسلمين، وخاصة المصريين، فتب إلى الله واذهب إلى ساحة الحسين الطاهرة ومقامه الشريف واعتذر واذرف دمع الندم واسكبه على عتبته الشريفة  لعل الله تعالى يعفو عنك ويغفر لك.. وفي الختام. أقول: إلا مولانا الإمام الحسين وآل بيت رسول الله..
الجريدة الرسمية