رئيس التحرير
عصام كامل

الشمس تتعامد على مذابح كنيسة مارجرجس بالدقهلية في ذكرى وصول جثمانه

فيتو

شهدت كنيسة مارجرجس الأثرية بقرية صهرجت الكبرى التابعة لمركز ميت غمر في محافظة الدقهلية اليوم ظاهرة تعامد أشعة الشمس على الجزء الداخلي للكنيسة والتي شيدت في القرن الرابع الميلادي، وذلك بحضور لفيف من القيادات الدينية والتنفيذية والمحلية ووفد من الآثار والثقافة بالمحافظة.


وتضم الكنيسة 3 مذابح، وتبين أن أشعة الشمس تتعامد عليهم 3 مرات سنويًا خلال أشهر يونيو ويوليو وأغسطس، ما اعتبره مسئولو الكنيسة والآثار والسياحة حدثًا جليًا يجب أن يحظى باهتمام كبير، يضاهي الاحتفاء بظاهرة التعامد على معبد أبو سمبل.

يأتى التعامد اليوم على مذبح الشهيد العظيم مارجرجس والذي يوافق ذكرى وصول جثمانه لمصر ويعد التعامد على مذابح الكنيسة هو الثانى خلال شهر حيث سبق أن شهد المحافظ التعامد الأول على مذبح رئيس الملائكة ميخائيل في التاسع عشر من يونيو الماضى والذي يواكب ذكرى ميلاده فيما سيشهد التعامد الثالث على مذبح السيدة العذراء يوم ٢٢ أغسطس المقبل.

ومن جانبه أكد نيافة الحبر الجليل الأنبا صليب أسقف ميت غمر ودقادوس وبلاد الشرقية، أن ظاهرة تعامد الشمس بكنيسة مارجرجس بصهرجت الكبرى بميت غمر ظاهرة هامة وتتم في نفس التوقيت من كل عام خلال شهور يونيو ويوليو وأغسطس على المذابح الثلاثة بالكنيسة وتم اكتشافها منذ 5 سنوات خلال عمليات الترميم التي كان يقوم بها الدكتور شارل شكرى ومساعده الدكتور سعد مكرم الأستاذ بكلية هندسة المنصورة، ولاحظا حينها طاقة نور تنبعث من فوق قبة كل مذبح، على الرغم من اختلاف اتجاه الفتحات، ما يعني أن سقوط الأشعة على هذا المكان ليس بمحض الصدفة أو عشوائيًا، وطالبا مسئولي الكنيسة بمتابعة سقوط الأشعة على مدار العام.

وأوضح "صليب" أن الثلاث ظاهرات تم التأكد منهم ظاهريا وواقعيا، مؤكدا أن ذلك يدل على عراقة مصر وعراقة العلم وأن المصرى عبر العصور لديهم عراقة وخبرة في علم الفلك والهندسة عبر العصور حتى يومنا هذا، مشيرا إلى أنه لم يذكر أي مرجع تاريخ محدد لإنشاء الكنيسة، ولكن هناك عدة روايات، منها ما جاء في كتاب "تاريخ الكنيسة القبطية" أن عدد الإبروشيات في مصر كان 168 إيبارشية في القرن الثامن، ثم تناقصت إلى 52 في القرن الحادي والثاني عشر، وجاءت صهرجت في المركز 15 في جدول الترتيب، ما يعني أنها ربما قد بنيت في القرن الثامن الميلادي أو قبله

يشار أن الكنيسة سميت بهذا الاسم نسبة إلى القديس مارجرجس الروماني الذي ولد في كبادوكيا بآسيا الصغرى في النصف الأول من القرن الثالث لعائلة غنية، وكان والده حاكمًا لولاية ملطية وأمه ابنة حاكم فلسطين، واستشهد في 23 برمودة، وذلك حسب الدكتور أيمن سعد، مفتش بآثار الدقهلية وحاصل على ماجستير في العمارة المسيحية.

ويقول سعد إن الكنيسة تقام على مساحة 295 مترا مربعا، وترجع إلى الكنائس التي أنشأت بعد الفتح الإسلامي، وجمعت بين الطراز البازيليكي الذي ظهر في مصر القديمة في الفترة من القرن الثاني حتى السادس الهجري، ويستخدم أسلوب التغطية المبنية من القباب.

وأوضح سعد أن هناك نصين كتابيين منقوشان على الحجاب الخشبي للهياكل، الأول على باب "هيكل مارجرجس" مؤرخ بعام 1544، والثاني أعلى فتحة مدخل الهيكل الجنوبي للملاك ميخائيل، ومكتوب عليه "عمل برسم الشهيد العظيم مارجرجس بسهرجت سنة 1293.

وتتميز الكنيسة بباها الخارجي المطعم بمسامير حدادي كبيرة الحجم، وله ضبة خشبية للغلق ومفتاح خشبي، وكان يستخدم كدرع واقِ لصد أي هجوم قديمًا، حيث أن تكسيره يستلزم وقتا كثيرا يُمكن الكاهن من الهروب للحصن، كما تضم منارة يصل ارتفاعها لـ 28 مترًا، وبنيت عام 1979 بعد إزالة المنارة الخشبية القديمة.

شاروبيم عن تعامد الشمس على مذبح الملاك ميخائيل: وضع خريطة سياحية للدقهلية

ومن بين ما يميز الكنيسة "الحصن"، وهو عبارة عن سلم صغير داخل هيكل العذراء، وكان يستخدمه الكاهن للهروب بالذبيحة أثناء أي هجوم على الكنيسة خلال العصور القديمة، و"الخورس أو صحن" الكنيسة، ويوجد 3 خوارس "أقسام" يفصل بينهما فواصل خشبية، الأول للشمامسة، والثاني للمؤمنين، والثالث للموعظين والذي يضم "الطافوس" أو المدفن الذي كان يدفن به الأساقفة ورهبان وكهنة الأيبارشية في القدم وحتى وقت قريب، فيما يحتوى خورس المؤمنين على "اللقان"، وهو تجويف من الحجر في باطن الأرض يستخدم في غسل قدم الكاهن.
الجريدة الرسمية