رئيس التحرير
عصام كامل

إنذار إلى مجلة "روز اليوسف" بمنع الصدور عام 1928

فيتو

في مثل هذا اليوم عام 1928 أرسل وزير الداخلية محمد محمود باشا أول إنذارا إلى مجلة "روز اليوسف" بمنع الصدور يقول فيه:

بعد الاطلاع على المادتين 13 و14 من قانون المطبوعات الصادر في 19 ديسمبر 1881، حيث أن مجلة روز اليوسف ما زالت تمس بفحش القول ومنكر الأقاصيص والإمعان في الكذب والاختلاق سنة مزرية بشرف الصحافة ومفسدة للأخلاق والآداب قررنا:


المادة الأولى ـــ تنذر مجلة روز اليوسف.
المادة الثانية: على المجلة نشر القرار في صدر أول عدد يصدر منها.
المادة الثالثة: على محافظ العاصمة تنفيذ القرار.

وكانت مجلة "روز اليوسف" منذ صدورها عام 1925 وهى تتبنى قضايا معارضة للقصر والحكومة ولطالما صودرت أعداد منها بعد طبعها حتى أنها أنذرت في سنواتها الأولى.

كما نشرت مجلة روز اليوسف في عددها الخاص بمناسبة مرور 60 عاما على صدورها في عدد من القضايا التي قامت بتبنيها ونجحت فيها.

القضية الأولى عام 1935 وقت أن كان توفيق نسيم باشا يحكم مصر حكما ديكتاتوريا وكان الوفد يسانده وكانت الأحزاب والصحف تسانده إلا روز اليوسف بالرغم من أنها وفدية إلا أنها تكلمت بصراحة وقوة فاجتمع الوفد وقرر إخراج روزا اليوسف من حظيرته ونجحت روزا اليوسف في حملتها التي أعادت الدستور.

القضية الثانية: عام 1936 وكان الزعماء المصريون قد ائتلفوا فيما سمى بالجبهة الوطنية تعقد المعاهدة، لكن انفردت روزا بالهجوم على المعاهدة التي اعتبرها الوفد معاهدة شرف واستقلال، ودارت الأيام واستجابت جميع الأحزاب إلى نداء سقوط المعاهدة.

القضية الثالثة: عام 1945 حين كان اللورد كيلرن مندوبا ساميا في ثياب سفير وكان الهجوم عليه جريمة تستحق المصادرة والسجن وهاجمته المجلة فصدرت في أيدي الباعة وقبض على رئيس التحرير وربحت روزا القضية.

القضية الرابعة: عام 1946 حين قتل أمين عثمان واعتبر القاتل مجرما يستحق الشنق لأن القانون لا يعترف بالجريمة السياسية ونادت روزا بإطلاق سراح القاتل كما حملت الزعماء والكتاب السياسيين تبعة قتل الرجل الذي دبر حادث 4 فبراير وكانت دعوة جريئة اعتنقها الزملاء في الصحف الأخرى وربحت روزا اليوسف.

حول القضايا التي كافحت من أجلها روز اليوسف كتب إحسان عبد القدوس يقول:

روزا اليوسف طول عمرها تكافح، تدخل المعارك ولكن في النهاية تنتصر، لأنها مع الناس تعكس نبضهم وأحلامهم وآمالهم وآمالهم، هي مجلة ثورية تتحدى على حق وعلى وعى منذ أن أصدرتها والدتى فاطمة اليوسف، وازدادت ثوريتها وتحددت شخصيتها منذ توليت رئاسة تحريرها عام 1945.
الجريدة الرسمية