رئيس التحرير
عصام كامل

فكري أباظة يكتب: الحظ الجميل

فيتو

في مجلة المصور عام 1955 كتب الصحفى الساخر فكرى أباظة مقالا قال فيه: إن من الذين يؤمنون بأن الحظ بمعنى التميمة عامل مهم من عوامل ضعف الشعوب وقوتها.


والغريب أن الحظ حاليا آخذ في الاختفاء ويتوارى بالتاريخ، وفى غريزة المصريين وطبائعهم ميل سليقى إلى الحظ والفرفشة لكنهما يتراجعان مرحلة بعد مرحلة.

فهل يذكر إخوانى المخضرمين كيف كانت الكافية اجيبسيان تستخدم جرسونات من أجمل فتيات أوروبا، وكيف كان محل الجندى في الأوبرا يتعطر بعطر الجميلات.

وكيف كان لونابارك مصر الجديدة عام 1912،1913 يعج بالآلاف من الطبقات والكل غارق في بحر المرح والانتعاش، وكيف كان في حلوان راقصة منعشة وكيف كان شارع محمد على.

أين مسرح جورج أبيض ويوسف وهبي ومسرح الريحانى وعلى الكسار وكازينو دى بارى والكورسال.. أين صالات ليلى وقمر ومنيرة المهدية.

بل هل يذكر المعاصرون كيف كانت الإسكندرية تمضى لياليها كعروس البحر المتوسط بجدارة.

إنه حتى وقت قريب لم يعد هناك كباريه مصري جدير بالإقبال عليه بعد بديعة مصابنى والمرحومة ببا عز الدين.. أين الحظ.

النوادى المصرية ينقصها الكثير بعد أن كانت تعيش على حساب أصحابها من اللاعبين القادرين وما كانت مصلحة المجتمع تتأثر أي تأثير بمعارك القمار بين المترفين.

بعض القهاوى والكازينوهات المعدة للسياحة لا تزال مقاهى عادية ومشارب جندلية.. القاهرة جميلة إخوانى ينقصها الكثير من الحظ الجميل.
الجريدة الرسمية