عبد الله إمام يكتب: نساء الحب والجاسوسية
في مجلة "صباح الخير" عام 1969 كتب الصحفى عبدالله أمام مقالا في الذكرى الـ 25 لرحيل المطربة السورية أسمهان قال فيه:
إيملى فهد فرحان الأطرش.. فنانة شهيرة عاشت حياتها ثانية بثانية.. ولدت إيملى داخل باخرة في الماء عام 1912 ورحلت داخل سيارة سقطت في الماء في 14 يوليو عام 1944 ومازال موتها موضع شكوك وعلامات استفهام.
سقطت سيارتها في مجرى مائى لا يزيد عرضه على ثلاثة أمتار وعمقه متر ونصف وهى ترعة تمتد من مدينة طلخا حتى دمياط وكانت في طريقها لقضاء إجازة صيف برأس البر،وغرقت هي وصديقتها بينما خرج السائق سليما.
تردد أن الحادث من تدبير المخابرات البريطانية كواحد من اساليب التخلص من عميل لتدفن معها كل الأسرار.
يومها قيل إن الجانى الحقيقى هو أم كلثوم للتخلص من أسمهان التي بدأت تزاحمها في ساحة الغناء.
وقيل همسا إن وراء الحادث الملكة نازلى والدة الملك فاروق لعلاقة أسمهان بعشيق الملكة أحمد حسنين باشا.
وقيل إن زوجها أحمد سالم الذي سبق أن أطلق عليها الرصاص لغيرته الشديدة عليها من أحمد حسنين رئيس الديوان.
كانت والدة أسمهان واسمها علياء الأطرش قد هربت بأولادها الثلاثة إيملى وفريد وفؤاد من الحرب في جبل الدروز مع الفرنسيين إلى بيروت ومنها إلى مصر، واتجهت إلى الغناء وساعدها داود حسنى الذي اكتشف أن ابنتها إيملى صوتها جميل أيضا فقال : هذه هي المطربة أسمهان. ليتغير بعد ذلك اسمها.
بدأت أسمهان الغناء بالأسطوانات والأفراح والحفلات، ثم تزوجت ابن عمها مرغمة ثم الطلاق لتبدأ الحياة في مصر حيث تزوجت المخرج أحمد بدرخان لتحصل على الإقامة في مصر ولم يستمر الزواج طويلا.
تزوجت الممثل أحمد سالم في رحلة إلى القدس وكان زوجا لتحية كاريوكا، ثم ضاقت أسمهان من غيرته ووصل الأمر إلى حد إطلاق الرصاص عليها وحضر البوليس واطلق اعيرة نارية استقرت في صدرها ووجهت إليه تهمة الشروع في قتل زوجته التي قال عنها إنها خانته مع أحمد حسنين.
كانت أسمهان قد جندت في المخابرات البريطانية ثم الفرنسية حيث كانت تعانى من أزمة مالية فدفعت لها كل ديونها إلى جانب أربعين ألف جنيه.
كانت تتعاون مع الإنجليز ومساعدتهم في دخول سوريا وساقت قومها إلى حافة الهاوية، إلا أنها كانت تفقد صوابها حين تشرب فكانت تتحدث كثيرا وتذكر اسم المخابرات البريطانية وأنها تعاونت مع الجواد الخاسر... فكانت النهاية.