رئيس التحرير
عصام كامل

أحمد رجب يكتب: أين ذهبت هيبة الرجل؟

أحمد رجب
أحمد رجب

في كتابه «أي كلام» الصادر عن دار أخبار اليوم عام 1990 وتحت عنوان «أين ذهبت هيبة الرجل» كتب الكاتب الساخر أحمد رجب يقول: كان جدي زمان له هيبة عظيمة ولم تكن ستي تجرؤ على نطق اسمه مجرد من لقب "سي" وهو اختصار لكلمة "سيدى ".


وفي الوقت الذي كانت شوارب الرجل الشرقي يقف عليها الصقر.. كان الرجل في الغرب يستل سيفه للمبارزة إذا مس أحد أنثاه.

ففي الشرق والغرب يقوم الرجل بدور البطل بينما هي مجرد كومبارس، ثم هبت حركات التحرر النسائي تشن حربا على الرجل الذي يستعمر المرأة ويرفع علم الحماية بوصفها تابعة له، رفعت الزعيمات شعار اللهم احمنا من الرجال أما ضعفنا فنحن كفيلات به، ويسقط المستعمر وإلى الجحيم يا كل الرجال.

واستطاعت الزعيمات في الغرب أن يكسبن المعركة ومكنت المرأة من أن تستنبط نوعا جديدا من الرجال هو الرجل الخنافس، واختفى الرجل ذو الهيبة والنخوة والدم الحار، وأصبحت ملابس المرأة تعلن عن مدى التقهقر لسلطان الرجل؛ إذ كانت ملابس زمان تغطي جسمها كله فتم اختصارها إلى الميكرو أو البكيني.

وأعود وأقول لقد كان الرجل زمان ذا هيبة عظيمة لا تجرؤ معها ستي على مناقشته أو مجرد الوقوف أمامه، وكانت إذا أرادت الخلاص منه دست له السم في الكفتة وهي ترتجف ذعرا، فأصبحت اليوم تواجهه بالسكين والساطور وتعبئ لحمه في أكياس وهي ترشف كوب شاي في هدوء.

وأمام ضياع هيبة الرجل صارت المرأة تكسب أرضا جديدة حتى وصلت إلى أنواع عجيبة من المساواة، فأصبح من حق الزوجة مثلا أن تشتري فساتين بخمسة آلاف دولار ما دام زوجها قد أنفق على نفسه خمسة آلاف دولار لاستئصال المصران الأعور.

لكن مع كل هذا وبرغم تمرد المرأة المستمر وحرصها على تحجيم الرجل إلا أنها أحيانا تعترف ببعض ميزاته حين تودعه إلى مثواه الأخير قائلة: يابعلي ياجملي.. ذلك لأن الجمل كما نعلم جميعا يستعمل في الركوب.
الجريدة الرسمية