رئيس التحرير
عصام كامل

حزب النور «الحاضر الغائب» تحت القبة.. يبتعد عن خوض المعارك خوفًا من الخسارة.. نوابه لا يملكون المؤهلات للنقاش البرلماني.. وخسارة الجمهور في السنوات الأخيرة كلمة السر

حزب النور
حزب النور


يتواجد حزب النور في الساحة السياسية منذ ما يقرب من 5 سنوات وتمكن خلال برلمان 2012 من التواجد بقوة من خلال كتلة إسلامية كبيرة مكنته من التعبير عن افكاره بشكل كبير وواضح إلا أنه سرعان ما تم إصدار حكم ببطلان مجلس النواب، ليمني حزب النور نفسه بالعودة في المجلس المقبل إلا أن الوضع السياسي اصبح متغيرا بشكل كامل.


البرلمان الحالي
تحت قبة البرلمان الحالي لا يملك حزب النور ذو الخلفية السلفية كتلة نيابية قوية إذ لا يتعدى عدد ممثليه عن 12 نائب لم يستطيعوا الإعلان عن الحزب وأفكاره بشكل واضح خلال 4 دورات متتابعة للمجلس بل سقط الحزب في تناقضات كثيرة لعل اقربها إلى الذهن موقفه من التعديلات الدستورية خاصة المادة التي تسمي الدولة بـ«المدنية» وأن القوات المسلحة حامية لهذا التوصيف وعلى إثره أصدر حزب النور بيانا يرفض فيه التوصيف ولكن سرعان ما تراجع وأعلن تأييده الكامل للتعديلات الدستورية.

وخسر حزب النور القاعدة الأكبر من جمهوره غير المؤدلجين فلم يعد يملك سوى أعضاء الحزب فقط وابتعد الجمهور المحب للسلف الصالح عن خطى الحزب لكون الأخير تناقض كثيرا في مواقفه.

دلالات
وفي هذا الصدد قال الباحث في الحركات الإسلامية أحمد عطا، أن غياب حزب النور عن المشهد البرلماني المصري له دلالات كثيرة، أهمها أن أعضاء الحزب غير مؤهلين لمناقشة الملفات الاقتصادية والتعديلات التي تجري على القوانين المختلفة، فالحزب له رؤية متشددة لا تتفق مع متطلبات العصر الحالي الذي يشهد تغيرات على مستوى العالم.

وهناك دلالات أخرى فأعضاء الحزب في أزمة حقيقية، بعد تراجع فكرة الإسلام السياسي بعد الربيع العربي وتسببها في انهيار دول مثل ليبيا واليمن والعراق ففكرة المشاركة السياسية تحت مظلة أحزاب دينية تراجعت بعد الانتهاكات التي ضربت الشرق الأوسط ولم تعد هذه الأحزاب تغري الشارع المصري والعربي.

في نفس الوقت حزب النور يفضل ممارسة السياسة في الظل على أن يلعب دور المكمل في الشكل السياسي وهذا ما تجده في هذه الفترة.

معارك خاسرة
ومن جانبه قال هشام النجار الباحث في الحركات الإسلامية: إن حزب النور تعلم من تجربة البرلمان الأخيرة فيما يبدو نظرا لقلة عدد أعضائه وعدم تأثيرهم بشكل واضح فضلا عن عدم شعور ناخبيهم بتواجدهم سواء في الخدمات الموجودة في الدوائر أو تحت قبة البرلمان.

وأضاف «النجار» في تصريح لـ«فيتو»، أن الحزب لا يريد خوض مزيد من المعارك الخاسرة، ويسعى لأن تكون مشاركاته في المشهد السياسي والاستحقاقات المختلفة مدروسة وموزونة، بالنظر لحجم استعداداته ومستوى وكفاءة الرموز المرشحة للمشاركة، وبالنظر للتحديات والعوامل المحيطة، ولذا فستكون مشاركاته القادمة مبنية على الكيف والنوع وليس الكم والعدد وهذا هو الأفضل له.
الجريدة الرسمية