رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

رخصة غير صالحة


اعتدنا لسنوات، إعلان وفاة التحصيل التعليمي، بمجرد حصول الخريج على الشهادة الجامعية، وذلك بالتزامن مع شكاوى متكررة يرددها الخريجون بشأن عدم حصولهم على فرصة العمل المناسبة، ولكن يبقى السؤال المثير لغضب أصحاب الشهادات: «وهل الخريجون أصلا مناسبون لفرص العمل؟!».


إن الأزمة التي لا يدركها كثيرون منا أن مستوى الثقافة ومعدل الخبرات المتراكمة لدينا، سواء بالحياة عمومًا أو بشأن تخصصاتنا على وجه الخصوص، يؤكد أن الشهادة الجامعية على قدر هالة الاحترام والتبجيل المفترض لمسمياتها، لا تعدو كونها مجرد «رخصة للحصول على وظيفة»، وأذكر أنني ابتليتُ ذات يوم أن كنت بموقع إداري في أحد مواقع العمل، وتم تكليفي بإجراء اختبارات للخريجين المتقدمين للوظائف، وحدثت الطامة الكبرى، أنني فوجئت بأخطاء فادحة وغير متوقعة في اللغة العربية، أما الجانب التثقيفي فلا موقع له من الإعراب لدى الخريجين، ولم أكن أفرقُ كثيرًا بين الخريجين وبين نفسي، لكنني بعد اطِّلاعي، على نتائج اختبارات الخريجين تأكدتُ أنني ربما أكون «أفضل السيئين»، وما زلت أتهم نفسي بالضعف أملًا في تحسنٍ أرجوه.

إنَّ «رخصة الحصول على الوظيفة»، أو الشهادة الجامعية على النحو المشار إلى مستوى أصحابها، يحتاج إلى «ثورة ذاتية» يقوم بها كل طالب جامعة وكل خريج على نفسه؛ بهدف رفع قدراته بالتثقيف والمجال التقني، فضلًا عن الدورات التدريبية والخبرة بمجال الحياة، بالرجوع لأصحابها.

فليس عيبًا أن يحتفظ كلٌّ منها بأجندة لتدوين ما يتحصل عليه من معلومات يومية، ولدعم نفسه بما يؤهله بمختلف الطرق، وذلك من منطلق أنَّ «الشعور بالمرض بداية للعلاج»، وإلَّا فلا مجالَ للحديث عن طلبات توظيف مستقبلًا.. والله من وراء القصد.

Advertisements
الجريدة الرسمية