رئيس التحرير
عصام كامل

إسماعيل صدقي: أدب المعاملة مفتاح السياحة

فيتو

في أول لقاء لرئيس الوزراء في عهد الملك فاروق إسماعيل صدقى (رحل في يوليو 1950) بعد تركه الوزارة وسفره إلى أوروبا في صيف عام 1949 اتجه إلى مقر مجلة المصور ليلتقى الصحفى طاهر الطناحى وكتب مقالا عن أهم ما لفت نظره في رحلته إلى أوروبا فكتب يقول:

أهم ما لفت نظرى في رحلتى هذه السنة أكثر منها في السنوات السابقة هو تدفق السياح وبالاخص الأمريكيين منهم على دول أوروبا وفى مقدمتهم فرنسا وإيطاليا.

وقد كان نصيب المصريين كبيرا إلى درجة ملحوظة وأظن أنى لا أعدو الصواب إذا ذكرت أن ملايين الجنيهات قد أنفقها مواطنونا المصريون بأوروبا هذا العام وأغلبها في غير ضرورة ماسة.

وأستطيع أن أذكر أن الموارد التي أفادت منها بعض البلاد الأوروبية من ناحية ما ينفقه السائحون أصبحت من الموارد القومية التي تدر عليها الخير الكثير.

من أجل ذلك يعملون في تلك البلاد على تشجيع السياحة بكل ما لديهم من وسائل.

ويحزننى أن أقول أن الأمر في مصر على العكس من ذلك على الرغم مما اختصت به مصر من مناخ طيب في بعض الفصول ومناظر طبيعية بديعة، ومن آثار تاريخية قل أن يوجد لها مثيل في البلاد الأخرى.

ولعلى لا أعدو الحقيقة إذا قلت أن من أهم وسائل تشجيع السياحة حسن المعاملة وأدب الموظفين وسائر الأهالي مع السائحين.. وهذا ما لاحظته أنا وغيرى ممن ساحوا في البلاد الأوروبية سواء كانوا موظفين أو تجار ام أصحاب أعمال حرة، كذلك تيسير السفر للسائح وإزالة القيود الجمركية. 

لذا يجب على مصر أن تنظر إلى حاجات السائحين وأمتعتهم نظرة مساعدة وتشجيع.. لا على أنها مورد إيراد للدولة، فإن ما يحصله منهم الجمارك تافه بالنسبة إلى إيراد السياحة نفسها، ولا بأس من تحصيل الضريبة الجمركية على ما يتضح أنه للتجارة وليس للسياحة.

ومن أهم ما يشجع السياحة أيضا في بلادنا عرفان السياح أن بلادهم على علاقة طيبة مع مصر، وأن وجودهم فيها لا يصيبهم بأى أذى أو اعتداء على انفسهم أو اموالهم أو ارواحهم.

وأخيرا أنا لست من القائلين بإنشاء وزارة للسياحة لأنى لا أجد فائدة من تكديس عدد من الأفندية على مكاتب الحكومة.
الجريدة الرسمية