الشيخ حسنين مخلوف: هل تطبيق الشيوعية حرام؟
برئاسة القائمقام أحمد شوقي، قائد قسم القاهرة، عقدت المحكمة العسكرية العليا جلسة كبرى أدلى فيها الشيخ حسنين مخلوف مفتي الديار المصرية رأي الدين الإسلامي في الشيوعية بمناسبة محاكمة خلية شيوعية كبرى تم القبض عليها.
وكما نشرت مجلة المصور عام 1953 قال الشيخ مخلوف: "أشغل منصبا من أخطر المناصب الدينية، وقد حضرت اليوم بناء على طلب المحكمة لأقول رأيي، ولن أبالي إن أغضب رأيي قوما أو أرضى آخرين، فسوف أقول الحق ولا شيء غيره".
وضع مفتي الجمهورية يده على المصحف وأخذ القائمقام أحمد شوقي يتلو عليه القسم، ثم دعا المفتي إلى الجلوس، فأبى مفضلا أن يدلي بشهادته واقفا.
كان السؤال الذي بدأته المحكمة هل السعي إلى تطبيق المبادئ الشيوعية يتعارض مع الإسلام؟
قال المفتي: وجدت الشيوعية منذ عهد أفلاطون وتسللت من إقليم إلى إقليم حتى كادت تقضي على التراث الإسلامي كله.
ثم تحدث المفتي عن كارل ماركس واصفا إياه بالمفسد الأول الذي أعلن أن الحياة مادة، ثم تحدث عن لينين واصفه بأنه الشيطان الأول الذي ألغى الملكية الفردية والميراث وجعل الزواج ترفيها.
قالت المجلة: إن المفتى شرب خمسة أكواب من المياه أثناء ساعة ونصف وقف يتحدث فيها.
وعندما تحدث المفتي عن الظلم الواقع على المسلمين في سيبيريا وبلاد بخارى وفرغانة والقوقاز.. قاطعه أحد المتهمين بأنه لا يعرف أين تقع هذه البلاد.
رد المفتي عليه: ألا تعرف حدود بلادك؟ فضجت القاعة بالضحك.
وقال المفتي في نهاية حديثه إن الشيوعية ألغت الملكية الفردية وإن كانت سمحت للرجل بأن يمتلك قبعته وبدلته، وهم لا يريدون غنيا وفقيرا وهذا شيء لا محل له فكيف تكون لذة الحياة إذن.
