رئيس التحرير
عصام كامل

سيدة في محكمة الأسرة: جوزي باع عفش الشقة واشترى حشيش

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

حرارة الشمس والطقس القاسي الذي يضرب البلاد منذ عدة أيام مضت، لم تمنع "سمر. ع" من الجلوس أمام المدخل الرئيسي لقاعات مجمع محاكم شبرا، في انتظار أن يأتي محاميها من الطابق المختص بالنظر في قضايا الأسرة بالدائرة، ليخبرها أنها أخيرا ستحصل على حريتها وسيوافق الزوج على تطليقها بعد معاناة استمرت 4 سنوات، ومنذ الأسبوع الأول لزواجها.


وجلست "سمر" أمام المحكمة واضعة ابنتها ذات الثلاثة أشهر بين يديها تحتضنها بقوة خشية أن تطالها حرارة الشمس الساقطة عليهما مباشرة، لتختلط قطرات العرق التي يصبها جبين سمر بدمعات تذرفها كلما تذكرت أيامها الأولى في الزواج: "مأساتي بدأت مع بداية معرفته طريق المخدرات والحشيش تحديدا، بدأ سلوكه يتغير هو كان شغال نجار مسلح، أهمل شغله وأمرني انزل أنا اشتغل في البيوت وأجيب فلوس، أنا رفضت بدأت رحلة التعذيب والضرب المستمرين"

تبدو فصول حكاية سمر مكررة وامتلأت بها عقول وقلوب المهتمين بقضايا الأسر المصرية على مدار السنوات الماضية، إلا أنها تحمل طابعها الخاص من خلال زوجة أرادت بكافة السبل أن تبقى على بيتها وأسرتها المكونة من أربعة أفراد كما هي دون تفكك، "كنت بقول له خليك اشرب لكن انزل اشتغل واصرف علينا وربي ابنك، كان بيجيب الولد وهو عنده سنتين ويعلمه يشتمني إزاي ويضربني، ويقول له لما تكبر تضربها لأنها عايزة تخرب البيت"، إهانات متكررة تعرضت لها سمر، انتهاكات وصلت لحد النيل من ذاتها وجسدها من خلال العنف الجسدي والجنسي اللذين كانت تتعرض لهما ما أدى إلى إصابتها بنوبات نفسية تبدو أثارها على وجهها وحركات يديها كلما ذكرها أحدهم بزوجها.

فصل آخر في الحكاية بدأ بعد مرور ثلاث سنوات بالتمام على زواجها، نفدت الأموال التي كانت بحوزتهما بعد أن كف الزوج عن العمل وتفرغ لتعاطي الحشيش، لم يجد أمامه إلا الأجهزة الكهربائية الموجودة في شقتهما الصغيرة، "باع الغسالة والبوتاجاز والثلاجة وكان في طريقه لبيع العفش كمان"، فكلما نفدت الأموال التي لديه يقرر بيع قطعة جديدة في المنزل، "حتى السجاد باعه وكل ما كنت أواجهه يضربني ويقول لي إن كان عاجبك".

خلا البيت من أثاثه وكذلك من كافة مقومات بقاء الأسرة على قيد الحياة كما حلمت سمر، تدهورت حالته وأصبح، كما وصفته زوجته، عبدا للحشيش يفعل ما يعقل وما لا يعقل حتى يحصل على الكمية المناسبة له في اليوم. قررت الزوجة منذ شهرين الذهاب لبيت والدها فأخذ منها الابن وترك لها الرضيعة، ومنذ تلك اللحظة لم تر طفلها، جاءت إلى المحكمة باحثة عن حقها في ما تبقى من أسرتها بمعاونة القضاء، "هو رافض يطلقني ورفعت عليه قضية نفقة".
الجريدة الرسمية