رئيس التحرير
عصام كامل

سعد الدين وهبة يكشف أسرار "أبي فوق الشجرة"

سعد الدين وهبة
سعد الدين وهبة

في مجلة الإذاعة والتليفزيون، ومن خلال مذكرات الكاتب سعد الدين وهبة، التي أعاد نشرها الكاتب الصحفي الأمير أباظة بالمجلة عام 2017 قال في إحدى حلقاتها:

"بعد نجاح مسرحياتي، عهد إليَّ المنتج رمسيس نجيب بكتابة سيناريو سينمائي عن قصة إحسان عبد القدوس "دعني لولدي"، وكانت أحداث القصة تدور في فينيسيا.
ولَمَّا لم أكن زرت فينيسيا، ولا شاهدت معالمها، فاستعنتُ ببعض الكتيبات السياحية، وحفظت معالم فينيسيا، بدءًا من ميدان سان ماركو، وبعض الشوارع الرئيسية والجانبية، وأحضر "رمسيس نجيب" أستاذ الدراما من جامعة روما، واسمه "جورج بروسيري" ليشترك معنا في كتابة السناريو.

قرأ أستاذ الدراما ماكتبته، وسألني كم قضيت من الوقت في فينيسيا حتى تكتب بهذه الدقة؟!، قلتُ له: ولا دقيقة، ودُهش الرجل، وبالرغم من ذلك لم يتم تصوير الفيلم، على الرغم من أن رمسيس بدأ في تصوير عبد الحليم حافظ في فينيسيا، وتعاقد مع فاتن حمامة، إلا أنه وقَّع مع لبنى عبد العزيز لبطولة الفيلم، ثم رشح ليلى مراد التي رفضت السفر خارج مصر، وتوقف الفيلم.

أصر رمسيس على أن اكتب فيلمًا من إنتاجه عام 1963، وقصة نجيب محفوظ، وكان قد عرضه على بعض كتاب السيناريو ورفضوه.. وكان سيناريو فيلم "زقاق المدق"، وإخراج حسن الإمام، ليكون أول سيناريو أكتبه للسينما.

انتهيت من كتابة "زقاق المدق" في شهرين، ونال إعجاب الجميع وأولهم شادية، إلا أننى فوجئت بمحمد عبد الوهاب يدعوني إلى بيته لتناول الغداء، وبعد الغداء قدم لي رواية قال إنه اشتراها لـ "صوت الفن" ـــ شركته الخاصة للإنتاج وعبد الحليم ووحيد فريد ـــ وطلب كتابة السيناريو والحوار.

لما قرأتها اعتذرت لأنى لم أتمتع بالرواية، وقلت إنها لا تصلح للسينما، إلا إذا أعدت كتابتها، ولكني لم أستطع لأنها صادرة عن كاتب كبير جدًّا وانتهى الأمر.

وذات يوم دعاني مجدي العمروسي لكى أكتب سيناريو وحوار فيلم "أبي فوق الشجرة"، وقدم لى محاولات لكتابة السيناريو من آخرين، فأبديتُ ملاحظاتي عليها، وكانت القصة التي كتبها إحسان تدور أحداثها عام 1936، وتمسك كُتَّاب السيناريو بهذا التاريخ، وغرقوا في التفصيلات فظهرت وكأنها أحداث رواية تاريخية.

اقترحت التحرر من هذا التاريخ، ونقل الأحداث إلى الزمن المعاصر، وانتقلنا إلى بيت عبد الوهاب للاتفاق، واختلفنا على الأجر حول مائة جنيه زيادة على المبلغ المعروض.

تمسكت بطلبي، وتمسك عبد الوهاب برأيه، وغادرتُ بيت عبد الوهاب، وكان عبد الحليم حافظ خارج مصر، وعندما عاد بعد نحو أسبوعين، وعلم بما حدث، أرسل لى العقد، وفيه المبلغ الذي اخترته، وبدأتُ كتابة الفيلم".
الجريدة الرسمية