رئيس التحرير
عصام كامل

صواريخ كوبا 1962.. تفاصيل أزمة ما زالت ترعب أمريكا من قبل روسيا

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

يبدو أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عزز موقع بلاده في منطقة البحر الكاريبي وأن تحرك موسكو لإرسال سفينة حربية إلى ميناء "هافانا" الكوبي يعيد الزمن على أزمة الصواريخ الكوبية لعام 1962.


قبل عدة أيام، رست "الأدميرال جورشكوف" - إحدى السفن الحربية الأحدث والأكثر تقدمًا في روسيا- في ميناء كروز الأمريكي الشهير بـ"هافانا"، كوبا.

السفينة البحرية الروسية، التي تزن 4500 طن، هي أكبر سفينة حربية تم بناؤها منذ سقوط الاتحاد السوفيتى، وتم تصميمها لحمل صواريخ "كروز" الأسرع من الصوت التي لديها القدرة على ضرب الساحل الأمريكي في غضون 6 دقائق من هذا النطاق.

تحذيرات
حذرت موسكو الإثنين الماضي الولايات المتحدة من أن تهديدها بالأسلحة في أوروبا قد يخاطر بأزمة الصواريخ الكوبية، التي يمكن القول إنها الأقرب التي دخل فيها العالم إلى الحرب النووية الشاملة لولا حلة ضابط روسي شجاع.

أثار قرار روسيا إرسال فرقاطة "الأدميرال جورشكوف" قرب الساحل الأمريكي ذعر الولايات المتحدة وبث الرعب في قلبها خوفًا من أن أزمة جديدة مثل أزمة الصواريخ الكوبية 1962.

وفيما يلي أبرز المعلومات حول أزمة الصواريخ الكوبية 1962:

عام 1962، اندلعت مواجهة استمرت لأسبوعين بين روسيا وأمريكا شارك بها قادة الدولتين في مواجهات عسكرية وسياسية ترى بشأن إرسال صواريخ بالستية نووية في كوبا على بعد 90 ميلا فقط من ساحل فلوريدا الأمريكي.

قوة عسكرية
دفع هذا الأمر الرئيس الأمريكي آنذاك جون كينيدي، لإبلاغ الأمريكيين بوجود الصواريخ، وأوضح قراره بشن حصار بحري حول كوبا، وأن الولايات المتحدة مستعدة لاستخدام القوة العسكرية إذا لزم الأمر لتحييد هذا التهديد الذي يضر بالأمن القومي، الأمر الذي كاد أن ينتهي بحرب نووية.

وبعد صراع قررت الولايات المتحدة العرض على زعيم الاتحاد السوفيتى نيكيتا خروتشوف بإزالة الصواريخ الكوبية مقابل تعهد الولايات المتحدة بعدم غزو كوبا.

أزمة دبلوماسية
لكن لسوء الحظ سقطت القوتين العظمتين في واحدة من أكبر مواجهاتهما في الحرب الباردة بعد أن قام طيار طائرة تجسس أمريكية من طراز "يو-2 " بالطيران فوق ارتفاعات عالية فوق كوبا في أكتوبر 1962 وقام بتصوير صاروخ باليستي سوي-4 متوسط المدى يجري تجميعه من أجل التثبيت.

كان هذا القرار دفع أمريكا على مدار أسبوعين لمواجهة أزمة دبلوماسية ذات أبعاد ملحمية، كما فعل نظرائهم في الاتحاد السوفيتى.

على بعد 90 ميلا 
وبالنسبة للأمريكيين، فإن الصواريخ الكوبية المسلحة نوويا والتي تم تركيبها بالقرب من البر الرئيسى للولايات المتحدة، وعلى بعد 90 ميلا جنوب فلوريدا من تلك النقطة، كانت قادرة على الوصول بسرعة إلى أهداف في شرق الولايات المتحدة، وهذه الصواريخ كانت من شأنها أن تغير جذريا التنافس النووي بين الولايات المتحدة واتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفيتية، والذي كان يهيمن عليه الأمريكان.

هدف محدد
كما أن الزعيم السوفيتي نيكيتا خروتشوف، لعب حينها على تهديد أمريكا بإرسال الصواريخ إلى كوبا وكان له هدف محدد وهو زيادة قدرة ضرباته النووية كوسيلة لتحقيق تكافؤ الفرص، الأمر الذي دفع كينيدي لأن يستخدم البحرية الأمريكية لإنشاء حصار أو حجر صحي لمنع السوفييت من تقديم صواريخ ومعدات عسكرية إضافية، كما أنه قدم انذارا يقضي بإزالة الصواريخ الموجودة.

مواجهة عسكرية
وفي 24 أكتوبر، اقتربت السفن السوفيتية المتجهة إلى كوبا من خط السفن الأمريكية التي تفرض الحصار، مما أثار مواجهة عسكرية كان يمكن أن تصعد بسرعة إلى تبادل نووي، لكن السفن السوفيتية لم تتوقف عن الحصار.

"ديلي إكسبريس" تكشف أسباب إرسال بوتين أفضل سفنه الحربية لكوبا

حل الأزمة
وعلى الرغم من التوتر وجد الزعماء السوفييت والأمريكان مخرجا من المأزق وهو إزالة الصواريخ الكوبية مقابل وعد من القادة الأمريكيين بعدم غزو كوبا.
الجريدة الرسمية