رئيس التحرير
عصام كامل

قبل تطبيقها رسميا.. تعرف على منظومة الخبز الجديدة.. تحرير سعر الدقيق.. توفير مليون طن قمح سنويا.. ترشيد استهلاك المواطن من الخبز وتحويل حصته إلى سلع غذائية.. وتنتصر للمطاحن المنتجة لدقيق عالي الجودة

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

أوشكت وزارة التموين والتجارة الداخلية على الانتهاء من منظومة الخبز الجديدة والمقرر تطبيقها خلال الفترة المقبلة، حيث كان محددا لها أول يوليو المقبل، إلا أنه نظرا للارتفاع المحتمل لأسعار الوقود، تدرس الوزارة تأخير تطبيق المنظومة لحين الاستقرار على الأسعار الجديدة للوقود، لحساب التكلفة الفعلية لرغيف الخبز بعد الزيادات المقررة.


ملامح المنظومة الجديدة

وبدت ملامح منظومة الخبز الجديدة واضحة والتي تعتمد على الدعم النقدي المشروط، بحيث إن بطاقات التموين بدلًا من أن يكون مسجلا عليها عدد الأرغفة سيكون الكارت مشحون بملغ مالي محدد، بقيمة عدد الأرغفة المستحقة لكل مواطن، من خلال تسليم المواطن كارت أشبه بكارت الـATM، إذ إن نصيب المواطن في اليوم من الخبز 5 أرغفة، أي 150 رغيفا شهريا.

وعند قيام المواطن بصرف الخبز، صاحب المخبز سيحصل على 5 قروش من المواطن، بينما يتم خصم 55 قرشا من كارت الخبز للمواطن على الرغيف الواحد، بحيث تتحول حصة المواطن من الخبز إلى دعم نقدي مشروط متوفر داخل الكارت، يستطيع نهاية الشهر شراء ما يحتاجه من سلع غذائية بالمبلغ المتبقي في كارت الخبز.

ملامح منظومة الخبز الجديدة

ترشيد الاستهلاك

وتهدف الوزارة بهذا النظام إلى ترشيد استهلاك المواطنين من الخبز، وتحفيزه على ذلك حيث إن المواطن سيقوم بشراء احتياجاته فقط من الخبز، في مقابل أن المبلغ الذي سيقوم بتوفيره يستطيع شراء به السلع الغذائية أو أي سلعة أخرى يحتاجها.

وتساهم منظومة الخبز الجديدة المقرر تطبيقها الفترة المقبلة في تخفيض استهلاك القمح بنسبة 10% بما يعادل مليون طن قمح، وهذا ينعكس على انخفاض الكميات المستوردة من القمح بالخارج.

عدد المطاحن

ويوجد 156 مطحنا يقوم بإنتاج ما يقرب من 800 ألف طن دقيق مدعم شهريا، حيث يتم إنتاج الخبز من خلال 30 ألف مخبز في مختلف المحافظات وأن معدلات استهلاك المواطنين من الخبز 270 مليون رغيف يوميا أي يعادل ٨ مليارات رغيف شهريًا.

تحرير سعر الدقيق

وكشف المهندس فصيح البحيري، عضو مجلس إدارة شركة مطاحن ومخابز شمال القاهرة، ورئيس قطاع شبرا، عن تحرير سعر الدقيق في منظومة الخبز الجديدة المقرر تطبيقها خلال الأيام المقبلة.

وأضاف، لـ"فيتو"، أن كل مخبز بلدي يصرف حصة الدقيق الخاص به من المطحن الذي تحدده الوزارة، وفقًا للنطاق الجغرافي للمخبز والذي تحدد له أيضا الكمية التي يحتاجها، بناء على الاستهلاك داخل منطقته.

وأوضح البحيري، أن سعر شيكارة الدقيق زنة 50 كيلو بسعر 271 جنيهًا وربع جنيه، في كل شيكارة دقيق تكفي لخبز 625 رغيفًا، وفقا لمواصفات رغيف الخبز التي تحددها الوزارة، مشيرًا إلى أن أصحاب المخابز يحصلون على حصصهم من الدقيق من المطحن مقابل محاسبة الوزارة له على الرغيف بـ 9 قروش، فضلا عن أن صاحب المخبز يحصل من كل مواطن على 5 قروش، مقابل الرغيف، أي إن صاحب المخبز يحصل على 14.4 قرش، مقابل رغيف الخبز بما يعادل 90 جنيهًا عن كل شيكارة دقيق.

أكد أنه بعد تطبيق منظومة الخبز الجديدة يدفع صاحب المخبز ثمن شيكارة الدقيق التي يحصل عليها بشكل فوري، والتي يحددها وزير التموين، كما يحصل على احتياجاته فقط من الدقيق، فضلا عن إلغاء نظام ربط المخبز على مطحن محدد، كما يحصل على احتياجاته فقط من الدقيق، حيث يمكنه الحصول على الدقيق من أي مطحن يرغب فيه وفقا للجودة والسعر المناسب له.

وأضاف عضو مجلس إدارة شركة مطاحن ومخابز شمال القاهرة أن منظومة الخبز الجديدة ستعصف بشركات المطاحن التي تنتج دقيقًا متوسطًا أو سيئ الجودة، وتنتصر للمطاحن التي تنتج دقيقًا بجودة عالية، ويصبح البقاء للأقوى والأكثر جودة، وهو الأمر الذي يشجع المطاحن على تطوير إمكانياتها ومنتجاتها لتستطيع المنافسة داخل الأسواق.

المشروع القومي للمطاحن

وأكد أن المشروع القومي لتطوير المطاحن، يعتمد على تحرير سعر الدقيق، وفي هذا الصدد، قامت الشركة في إطار المشروع القومي لتطوير المطاحن، بتطوير مطحنين على أحدث تكنولوجيا، وهما مطحن «الهدى» بشبرا، وينتج 600 طن دقيق في اليوم، والآخر مطحن فؤاد أو الشرابية بمنطقة الشرابية، وينتج 200 طن دقيق في اليوم..

ونعمل على تأهيل المطاحن وإحلال وتجديد معداتها، كما حدث مع مطحني المروة والصفا، كما أننا بصدد تطوير مطحن "مسعد" بالقليوبية و"الفاروق عمر" بالساحل، بناء على تعليمات وزارة التموين بتطوير المطاحن لإنتاج دقيق متميز يستخدم في إنتاج خبز عالي الجودة للمواطنين.

رفع أجرة الطحن

وقال إن الشركة تقدمت بمذكرة إلى الشركة القابضة للصناعات الغذائية أكثر من مرة لرفعها إلى وزارة التموين تطالب برفع سعر طحن طن القمح نظرا لما تتكبده الشركة من خسائر في عملية الطحن.

وأضاف أن وزارة التموين خفضت حصة القمح المخصصة للشركة فأصبحت الشركة تطحن نحو ألف طن بدلا من ألفى طن يوميا.

وتابع: "كلما انخفضت الكمية المطحونة زادت تكاليف الطحن لزيادة أسعار الكهرباء والوقود ومواد التعبئة والتغليف فضلا عن رواتب العاملين حيث يبلغ عدد العاملين بالشركة 3200 يتقاضون في حدود 14 مليون جنيه أجور شهريا".

واستطرد "بحيري": "هيئة السلع التموينية تحاسبنا على كل طن نقوم بطحنه بـ500 جنيه، تصل بعد خصم الضرائب إلى 438 جنيها في حين التكلفة الفعلية للطحن 690 جنيها، أي إن الشركة تخسر في كل طن قمح نحو 190 جنيها حيث إنه لم يتم النظر في تكلفة طحن الطن منذ أغسطس 2017 بالرغم من وجود إحدى مواد بنود العقد مع هيئة السلع والتي تنص على تعديل سعر طن الطحن كل ستة شهور أو كلما استدعت الضرورة لذلك".

تعويض الخسائر

وأشار إلى أن الشركة تحاول تعويض خسائرها من خلال أنشطة أخرى مثل تسويق القمح المحلى وإنتاج الدقيق الحر 72% السائب والمعبأ 1 كيلو، وتسعى الشركة كذلك لتصدير الدقيق الحر الفاخر وكذا إنتاج المكرونة ونشاط الخبز حيث قامت الشركة بإنتاج ما يقرب من 23 طن كحك عالى الجودة".

يذكر أن شركة المطاحن طالبت في وقت سابق بإعادة حصص الدقيق التي تم تخفيضها وهذا قرار وزاري، وإعادة المخابز التي تم سحبها من الشركة، حيث كان لديها 56 مخبزا، متوسط الصرف للمخبز 30 شيكارة في اليوم أي 1680 شيكارة، حيث تم سحب ما يقرب من 84 طنا في اليوم، من عام 2017 /2018 فقط، ويوجد مطاحن تم وقفها، فتم وقف مطحنى عانوس وعامر وقمت بتوزيع العمالة على فروع الشركة، شهر رمضان الماضى.
الجريدة الرسمية