رئيس التحرير
عصام كامل

فضيحة بيومى فؤاد أغضبت الناس.. والمسئولون نيام!


ما نشرته الأسبوع الماضى بعنوان "بيومى فؤاد.. وفضيحة تدمير التراث"، فوجئت بردود أفعال إيجابية من المهمومين بعشق تراب الوطن، سواء القراء العاديين أو من لهم اهتمامات بالشأن الثقافي والسياسي، تواصل معى كثيرون منزعجين ومطالبين بضرورة تدخل المسئولين.


أرسل لى الكاتب الوطنى الكبير الدكتور سعد الزنط، قائلا: ما تتحدث فيه هو ملف في منتهى الخطر، يُضَم لملفات أخرى كثيرة كحادث حرق المجمع العلمى والسطو على المتحف، وما أشيع عن سرقة كبيرة حدثت بدار الكتب وعمليات سرقة تراثنا الفنى والدرامي بماسبيرو، صحيح حالة هذا الفنان – يقصد بيومى فؤاد- تعد حالة فريدة، وتعكس حالة اللاوعي التي تعيشها مصر، وعدم الالتفات من جانب الأجهزة الرقابية المنوط بها مكافحة الفساد لمثل تلك الملفات، وهنا أضم صوتى لصوتك وصوت كل وطنى غيور على الحفاظ على تراثنا وحضارتنا وهويتنا!

وأرسل لى الدكتور محمد إسحاق، عميد كلية التربية الفنية السابق، برسالة قصيرة: ماحدث مسجل على فيديو على الهواء.. كارثة بكل المقاييس.. الفنان يتباهى بما فعله، ولكن من يهتم؟! الكل شايف وعارف.. قدرنا أن نعيش هذا الزمن!

أما الفنانة الدكتورة رانيا يحيى، الأستاذة باكاديمية الفنون وعضو المجلس القومى للمرأة، فقالت: للأسف الشديد.. لا ثقافة ولا وعى، حالة من التغييب والهزل.. شىء محزن ومخجل!

وبسخرية علق الأستاذ على سليمان، المهموم بتراث بلده: للأسف هذا عادي جدا! وأضاف إليه الفنان التشكيلى أحمد مصطفى أمين: لن يحدث له أي شيء، مثلما لم يحدث له أي شيء وقتها!

وقد علقت السيدة لالا مكاوى، على الفنانة الدكتورة رانيا يحيى، قائلة: هل ما يحدث عن جهل أم تجاهل؟! الأمة العربية تعيش أسوأ فتراتها على الإطلاق، وحالة بلادة غريبة أصابت بعض الشخصيات مع أنهم يحملون المسئولية، وبدلا من التنوير ينشرون اللامبالاة.. خسارة!

وكتب إيهاب شوقى، يقول: الفساد ضارب في الجذور، ولا براء منه إلا باقتلاعها، وكل ما يتم من معالجة مجرد مسكنات.. نسأل الله السلامة والعافية من زمن نوائبه تشيب له الولدان.

السيدة سهام جبرائيل: فعلا كلام خطير جدًّا، وللأسف هذه البرامج تدنت بالمجتمع والثقافة وحولت مجتمعنا إلى حالة من السخرية! أما السيدة نسرين البغدادى، فتقول: كارثة بكل المقاييس! الدكتورة سناء هشام: أمر محزن ومقلق جدًّا حقيقى! والشاعر سعد عبد الرحمن، أمين هيئة قصور الثقافة الأسبق، قال: لقد أسمعت إذ ناديت حيًّا.. ولكن لاحياة لمن تنادى!

أما الأستاذ حسين عبداللطيف، فيقول: الكارثة في اختيار القيادات لبعض المواقع القيادية.. ابحثوا عن المسئول الذي يضع أصدقاءه في المواقع القيادية بالوزارة! والأستاذ محمد شريف: لقد رأيت الفيديو، والحقيقة كان مستفزًّا حيث يتحدث بيومى فؤاد بعدم المسئولية وكأنه يحكى حكاية من ألف ليلة وليلة!

وتقول الأثرية الكبيرة ليلى رشاد: مصر لن تتغير، فلم يعد الشعب يهمه الثقافة ولا الفن ولا أي حاجة، الأجيال الجديدة لا تهتم إلا بالمسخرة، الموضوع مهم وكبير، وللأسف لا أمل لى في الإصلاح! وتضيف السيدة زهرت ناصر: حقبة مبارك اتسمت بالاستهتار بالقيم والنتيجة كانت عقولًا جوفاء، وممثلين بلا فن ولا ذوق ولا ثقافة.

ويقول الأستاذ أحمد إسماعيل: "بيومى فؤاد" قال ذلك بالصدفة بمناسبة استضافته في أحد البرامج، وهناك الكثيرون من صغار الموظفين الذين مروا بموقف "بيومى فؤاد"، منهم من تستر ومنهم من أبلغ رؤساءه ولم يفعلوا شيئا، ومنهم من ترك الوظيفة حزنا وكمدا.. مصر في حاجة إلى ثورة تصحيح أخلاق!

وكتب الباحث الدكتور صفوت حاتم، يقول: نظرًا لأهمية المقال وما يحوى من وقائع مخجلة، قام بها، ويقوم مسئولون سابقون وحاليون أعيد نشر هذا المقال.. والسؤال: هل هذه الجرائم تسقط بالتقادم؟! وهل الرقابة الإدارية مهتمة بالتحقيق في تلك الوقائع؟! وهل النيابة العامة معنية بإعادة فتح التحقيق في هذه الوقائع؟! أسئلة تحتاج لإجابات وليس "للطناش"، ورجاء من كل الأصدقاء قراءة المقال، ونشره على أوسع نطاق!

واختم من سيل التعليقات من الفنان التشكيلى الدكتور مصطفى عيسى أحمد، الذي قال: لو أن "بيومى فؤاد" يدرك أن ما يقوله سوف يحاسب عليه لأكل لسانه أو بلعه، وأعتقد أن تلك الحادثة قد مرت بدون محاسبة، وسوف يكون لها توابع ما زلنا نجهلها، وما حدث في اللوحات الخمس - التي تمت سرقتها من متحف الفن الحديث منذ عامين وأكثر، وتم اكتشاف السرقة بالصدفة والعثور عليها بالصدفة - مر بدوره وسكن في جب عميق.. القادم أسوأ!

بصراحة لم أتوقع رد الفعل على ما كتبته، وفرحت لأنى شعرت بأن الدنيا بخير، وأن تاريخ وتراث مصر لا يزال هناك من يخاف عليه إيمانًا بأهميته، بل إن ما كتبته فتح ملفات كادت تُغلق تمامًا مثل حادث حرق المجمع العلمى والسطو على المتحف، وسرقة ما حدثت بدار الكتب، وعمليات السطو على تراثنا الفني والدرامي بماسبيرو، وكذلك سرقة اللوحات الخمس من متحف الفن الحديث.. كل هذا يتطلب من الأجهزة الرقابية المسئولة مكافحة الفساد لمثل تلك الملفات، والمطلوب من كل وطنى غيور على الحفاظ على تراثنا وحضارتنا وهويتنا!
الجريدة الرسمية