رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

«سبع البرومبة».. كيف احتل رامز جلال المركز الثالث في قائمة إيرادات أفلام العيد.. كوميديا«الإفيه» و«البعد عن المشاهد العارية» سر الخلطة.. والمسار الآمن يؤتي ثماره مع رجل ا


أسماه الناقد الفني طارق الشناوي، «كوميديان النغمة الواحدة»، تلك رؤية صحيحة في كثير من جوانبها ولا شك، لولا جزء ناقص من تلك الرؤية، هل النغمة الواحدة قصور موهبة، أم اختيار من يريد أن يظل في منطقة الأمان طالما قادر على تحقيق معادلة النجاح من وجهة نظره، وطالما قادر على إنعاش جيوب المنتجين الذين يعملون معه.


الحديث عن الفنان رامز جلال الذي حقق طفرة في الإيرادات بفيلمه «سبع البرومبة» واستطاع أن يحصد المركز الثالث بإجمالي إيرادات بلغت 14 مليون جنيه و600 ألف جنيه وفق آخر أرقام رسمية لأفلام عيد الفطر، ورغم أن «رامز» دائمًا يحقق أرقاما جيدة لكن هذا الرقم مفاجأة في مسيرته الفنية، خاصة أن المركز الثاني كان نصيب فيلم الممر بإيرادات 18 مليونا و205 آلاف جنيه، أي إن الفرق «مش كبير».


العودة لبدايات رامز جلال، تُخبرنا أن كوميديا «النغمة الواحدة» هي اختياره، فالأدوار الأولى له ورغم غلبة الكوميديا لكنها شهدت أيضًا أدوارا درامية مثل فيلم حبك نار مع الفنان مصطفى قمر، وفيلم أحلام عمرنا من خلال شخصية العاشق الولهان وخفيف الظل في آن واحد، ولكن تلك الأدوار كلها كانت مقدمات لتدشين أول بطولة له في فيلم أحلام الفتى الطائش، والذي حقق إيرادات قوية فاجآت الجميع وقتها.


تحسس الطريق أمر طبيعي لأي فنان، وأول بطولة لا تعني أن الأمور ستستمر، هكذا تعامل رامز جلال فعرف أن طريقه جيدًا من خلال خلطة سار عليها ونجح، تلك الخلطة هي عبارة عن كوميديا بسيطة مليئة بالإفيهات والسخرية، وبعيدة عن المشاهد العارية، وفي نهاية الفيلم هناك نصيحة أو عظة، ففي الفتي الطائش كانت النصيحة عدم الخوف من حب أي شخص حتى لو مشهور، وبغش الزوجية نصح أن يكون البحث عن الجمال الداخلي للمرأة الأهم، وهكذا في كل الأفلام.

تلك الخلطة لكل عنصر فيها فائدة ما، فالإفيهات والسخرية يعني جذب المشاهدين خاصة من الشباب وصغار السن الذي يحبون هذا النوع من الكوميديا، البعد عن المشاهد العارية يعني إمكانية دخول الأسرة المصرية للمشاهدة، والنصيحة في النهاية تُرضي الجميع، أما المنتجون فوضعوا لمسة طرح الفيلم في موسم الأعياد لاكتمال المكاسب.

البرامج
تلك النغمة لم تقتصر فقط على الأفلام، فبعد محاولات في البرامج بدأت برامز حول العالم، وجد رامز جلال طريقه من خلال «المقالب» وبصرف النظر عن كل ما قيل عن تلك البرامج ما بين مؤيد ومعارض، لكن لا اختلاف أن رامز جلال أدخل عالم جديد من المقالب سواء من ناحية الفكرة أو أماكن التصوير وتكنيك العمل، ورغم أن نغمة كل موسم رمضاني «إنها راحت عليه» فإن الأرقام تقول أن برنامج رامز جلال للمقالب باختلاف مسمياته خلال السنوات الماضية هو الأعلى مشاهدة في العالم العربي.

وكالأفلام حرص «رامز» أن يكون له بصمة خاصة في البرامج كما في الأفلام، من خلال إفيهات ساخرة، ونجوم من الصف الأول، واخيرًا أغنية سهلة الحفظ وبالطبع يجب أن يكون اسمه ضمن اسم البرنامج.

التمسك بنغمة واحدة لا يعني أن هذا صحيح، فمحمد سعد تمسك بنغمة «اللمبي» والنتيجة أن فيلم محمد حسين بلغت إيراداته حسب آخر إحصاء 2 مليون جنيه، لكن بالنظر إلى «رامز» جلال فإنها ناجحة، سواء من خلال البرامج، ومن خلال الحصيلة الفنية التي بلغت 15 فيلما في 18 عاما، كانت البداية في 2001، منهم سبعة أفلام بطولة مطلقة، بالإضافة إلى المسلسلات والبرامج.

هذا النجاح ليس أمرًا سهلًا، فالنظر إلى نجوم كبار مثل أحمد حلمي وكريم عبد العزيز وأحمد السقا، نجد أن إنتاجهم السينمائي تراجع خلال السنوات الأخيرة لظروف كثيرة، لكن رامز جلال يبدو أنه لم يتأثر مثلهم، فالمسار الآمن يأتي بثماره حتى الآن على الأقل.

أمر آخر يتعلق بالنظر إلى البطل السينمائي والتمثيل في مصر، يقول العمدة صلاح السعدني: إنه حين شارك يوسف وهبي في إحدى المسرحيات في بداية طريقه، أخبره عملاق التمثيل أن الناس لا تحب سوى علو الصوت والصراخ ورفع الأيدي، وضرب له مثلُا واقعيًا حين قال جملة بصوت هادئ ثم كررها بحركات يديه وصوت أعلى فصفق له جمهور المسرح، واستغل هو الفرصة ليميل على صلاح السعدني ويقول له «شفت» بحسب ما يرويه بلال فضل في برنامجه الموهوبون في الأرض.

لكن هذا الدرس لم يسر عليه صلاح السعدني صاحب المدرسة الهادئة في التمثيل، ومن هذا المنطلق يمكن أن نقول أن رامز جلال ليس مُطالب بتقديم أفلام درامية أو أكشن، لأن ما يقدمه هو نوع بذاته قد يبرع فيه ولا يحتاج إلى تغييره، فكما أن الرسائل السينمائية والأفلام الواقعية والملحمية ضرورة فإن الأفلام الكوميدية قائمة بحد ذاتها ورسالة لا تحتاج إلى رتوش، ويستحق من يقدمها ألا يطالب بتغيير هويته.
Advertisements
الجريدة الرسمية