رئيس التحرير
عصام كامل

مياه بالإسبستوس يا محافظ أسيوط !


شهور عدة فصلت بين افتتاح محطة المياه الإرتوازية بقرية مسارة مركز ديروط، وبين افتتاح محطة مياه المرشحة بقرية شلش بديروط، وذلك في سبيل توفير مياه الشرب النقية للمواطنين، وهو أمر إيجابى يستحق الثناء، ولكن!


تلقيت، أثناء إجازة العيد، الكثير من الشكاوى من أهالي قرية مسارة بمركز ديروط، بشأن أن مياه الشرب بنية اللون أحيانا، وبها شوائب ورواسب في بعض الأحيان الأخرى، وبمحاولة الفحص واستبيان الأمر تبين أن مواسير الأسبستوس المسرطنة مازالت موجودة ومستخدمة في الشارع الرئيسي، بدءًا من موقف العربيات وبطول قرابة كيلو ونصف مرورًا بمنازل النجارين والغربان وبنك القرية حتى المصرف الغربي، حيث إنه لم يتم تغيير مواسير الأسبستوس المتهالكة منذ عام 1992، وهي سبب رئيسي في زيادة ملوثات مياه الشرب.

شركة مياه الشرب والصرف الصحى بأسيوط تنفق ميزانية ضخمة سنويًّا في أنشطة عديدة، ولكن ليس من المنطقي أن تغيير مواسير الأسبستوس المتواجدة في قرية مسارة في ذيل اهتماماتها، خاصة أنها مواسير محرمة دوليًّا وثابت علميًّا خطورتها على الصحة العامة، وأنها أحد أسباب أمراض الفشل الكلوي والكبد.

ما سطرته أناملي أعلاه ليست هي المشكلة الوحيدة فيما يتعلق بمياه الشرب، بل هناك موضوع يثير جدلا، وهو لماذا غاب التنسيق بشأن إنشاء محطة المياه الإرتوازية بقرية مسارة، وبين إنشاء محطة شلش، حيث إن الأخيرة يمكنها أيضا "تغذية قرية مسارة"، خاصة إذا علمنا أن افتتاح محطة المياه الإرتوازية بقرية مسارة تبلغ طاقتها 150 لتر/ ثانية، وبتكلفة 35 مليون جنيه ممولة من الوكالة الأمريكية للتنمية، كما أن محطة مياه شلش وصلت تكلفتها إلى 350 مليون جنيه، وتم افتتاحها أيضا بعد تلافي كافة الملاحظات التي كانت تعوق تشغيلها.

أكتب وكلي ثقة في محافظ أسيوط، الذي لا يتوانى عن فحص الشكاوى بنفسه، أن يوجه شركة مياه الشرب بفحص الأمر فيما يتعلق بمياه الشرب بقرية مسارة بديروط وإحلال مواسير الإسبستوس بمواسير بلاستيك بديلة بطول لا يتعدى كيلو ونصفًا أو أقل.

أكتب لتؤدي شركة مياه الشرب بديروط عملها بإتقان من أجل صحة البسطاء والمرضى والأطفال، فليس من المنطق أن تكون هناك محطتان لتنقية مياه الشرب بمسارة وشلش ونجد أن المواطن ما زال يشرب مياهًا غير نقية، راجيًا من رئيس مجلس إدارة شركة مياه الشرب بأسيوط تشديد الرقابة والتوجيه بغسيل شامل لجميع أطراف الشبكات وتطهيرها بمركز ديروط وقراه، والله من وراء القصد، وهو يهدى السبيل.

الجريدة الرسمية