رئيس التحرير
عصام كامل

أبو الغيط: الحكومات لها دور مركزي في أي مشروع نهضوي


قال أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، إن الأداء الحكوميّ يقع في القلب من أي جهدٍ جاد للنهوض بالمجتمعات العربية.

جاء ذلك خلال كلمته في حفل إطلاق جائزة التميز الحكومي العربي برعاية الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وبمبادرة من المنظمة العربية للتنمية الإدارية بهدف تشجيع الممارسات والتجارب الرائدة والمتميزة في أداء المؤسسات الحكومية في الدول العربية، وذلك لتعميم أكبر قدر من الاستفادة من هذه التجارب، ونشر ثقافة الجودة والأداء المتميز.. وتشجيع المؤسسات الحكومية على الارتقاء بما تقدمه من خدمات، وما تقوم به من مهمات.


وأوضح أبو الغيط أن الحكومات لها دورٌ مركزيٌ في أي مشروع نهضوي، ذلك أنها تضعُ القواعد –في كل مناشط ومجالات العمل- وتقوم على صيانة هذه القواعد والسهر على تطبيقها.. وهي التي تضطلع بالمهام التي يُحجم عنها القطاعان الخاص والأهلي، من توفير التعليم والصحة وغيرها من الخدمات العامة، فضلًا عن توفير شبكة الضمان الاجتماعي لغير القادرين وكبار السن لإشاعة روح التضامن والانسجام المجتمعي.. وهي التي تُحدد الأهداف العُليا للدولة، وتضبط الحركة الشاملة للمجتمع والاقتصاد، دون أن تخنق في أي منها روح المبادرة أو تضيق على حرية الحركة والابداع.

وأضاف: الحكومات تضرب المثل- بأدائها وما تتبناه من قيمٍ ومناهج عمل – للمجتمع بأسرِه.. فإذا كان ديدن الحكومةِ سرعة الأداء والإنجاز.. انتقلت هذه الروح إلى المجتمع، وسرت فيه مسرى الدم في العروق.. وإذا كانت الحكومة مبتكرة، تسابق أبناء المجتمع بأسرِه على التفرد في الإبداع والتميز بالابتكار.. وإذا كانت الحكومات شفافة، انتقلت هذه الشفافية إلى المؤسسات الأهلية وقطاع الأعمال... وإذا كانت الحكوماتُ تُعلي من قيمة التخطيط والرؤية البعيدة، ولا تكتفي بأسئلة الزمن الحاضر، وإنما تنغمس في أسئلة المستقبل وتحدياته، فإن هذا النهج المُستقبلي وهذا المنهج العلمي يصيران شعارًا لمؤسسات المجتمع بأسرها.

واستطرد: لقد جاء إطلاق جائزة التميز الحكومي في الوقت المناسب تمامًا ونشكر المنظمة العربية للتنمية الإدارية على مبادرتها الطيبة، التي ستُطلق روح التنافس الشريف في ميدانٍ بالغ الأهمية للنهضة العربية الشاملة.

وأشار إلى أنه ليس غريبًا ولا عجيبًا أن تكون هذه الجائزة تحت رعاية الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم فهو رجلٌ جعل من الإبداع نهجًا للعمل الحكومي، ومن الابتكار والتميز دستورًا للأداء... حتى صارت تجربته مصدر إلهام وموضوعًا للدرس والتدبر من كافة الأمم الناهضة، الساعية إلى التنمية.

واختتم كلمته، قائلا: أتمنى أن تكون هذه الجائزة حافزًا لحكوماتنا على التفكير الجريء، والأداء الناجز، والتخطيط المستقبلي، وامتلاك إرادة المنافسة وروح التميز والسبق.
الجريدة الرسمية