رئيس التحرير
عصام كامل

المبتهل محمد عبد الرؤوف السوهاجي: قراءتي للقرآن أمام الرئيس كانت نقطة تحول في حياتي


  • مستقبل الابتهال في مصر مطمئن للغاية

  • أدين لهؤلاء بالفضل في مسيرتي

  • نشأت في بيئة قرآنية خالصة.. وتأثرت بالشيخ عبد التواب البساتينى في بداياتي

قال المبتهل الشيخ محمد عبد الرؤوف السوهاجي، المبتهل بالإذاعة المصرية، وعضو مجلس إدارة نقابة العاملين بالإنشاد الديني: إن مستقبل الإنشاد الدينى في مصر مطمئن، خاصة مع اتساع رقعة مستمعي الابتهالات الدينية، مشيرًا إلى أن الكليبات الغنائية لم تستطع أن تتغلب على الابتهال الديني وتسحب منه البساط لدى المستمع المصري، وأوضح "السوهاجي" أن من أبرز المشكلات التي تواجهة المبتهلين في مصر هي ضعف الدخل المادي، نظرًا لطبيعة عمل المبتهل الديني، والتي ترتبط غالبًا بالمواسم الدينية فقط، إلى جانب ضرورة إنشاء نقابة تمثل المبتهلين تكون "مستقلة" وليست مهنية، مؤكدًا أن انتهاء زمن شرائط "الكاسيت" من السوق أثر بالسلب على المنشدين.. وإلي نص الحوار...

في البداية.. حدثنا عن بدايتك في عالم الإنشاد الديني وكيف كانت البداية
نشأت في بيئة قرآنية خالصة، فأنا قارئ وحافظ للقرآن الكريم، وأصغر أخوتي وجميعهم قراء، والوالد عليه رحمة الله كان قارئا للقرآن وكان يحيى الحفلات القرآنية، فكنت أحضر مع الوالد الحفلات القرآنية التي كان يحييها، وكذلك الوالدة ربنا يحفظها كان لها دور مهم، حيث حفظها والدي القرآن وهي حفظته لنا، كما أني تأثرت في بدايتى بالشيخ عبد التواب البساتيني رحمة الله عليه، وكان هو أول شخص أثر فيَّ، وجذبني إلى مجال الإنشاد الديني، وكان يحيي الحفلات الرسمية للتليفزيون المصري، وكنت أكتب وراءه في ابتهالات الفجر، وأول مرة أقول فيها ابتهالات كنت في رابعة ابتدائي، وكنت أقول كلمات الشيخ عبد الوهاب، بدأت بعدها أدخل في الحفلات وفى الصف الخامس الابتدائي كانت أول مرة أنشد ومعي فرقة موسيقية في سوهاج، وكان شيخ الأزهر السابق الدكتور "محمد سيد طنطاوي"، وكرمنى حينها، ثم انطلقت إلى مجال تسجيل "شرائط الكاسيت" وسجلت 13 شريطا أولها وأنا عندى 12 عاما وكنت في الصف السادس الابتدائي وكان آخرها في عام 2007، وفي هذه الفترة سمعت بمسابقة العالمية للقرآن الكريم التابعة لوزارة الأوقاف، واشتركت بها وحصلت على المركز الأول في التجويد، وقرأت في الاحتفال الرسمي للوزارة لتوزيع الجوائز أمام الرئيس الأسبق "محمد حسنى مبارك" عام 2005.

كيف غير موقف قرائتك للقرآن أمام الرئيس مبارك في حياتك؟
الحقيقة أن ظهوري أمام الرئيس كان بمنزلة انطلاقة مختلفة في حياتي، وذلك بسبب ردود الأفعال القوية بعد الحفلة التي سمع بها كافة صعيد مصر، وبعدها كان هناك حرص شديد من العائلات لحضور الحفلات الكبرى في الصعيد، وكان حينها بداية دخول الابتهالات في مجال حفلات الزفاف، والابتهالات حاليًا أصبحت "نمبر 1" في حفلات الزفاف في الصعيد، وحصلت بعدها على العديد من الجوائز في المسابقات المحلية والدولية، ومثلت مصر في عدد من المسابقات المهمة خارجها، وأنا خريج ليسانس أصول الدين والدعوة قسم الدعوة والثقافة الإسلامية عام 2012، وحاصل على معهد قراءات سوهاج شهادة "عالية قراءات" وعضو نقابة محفظي القرآن الكريم.

متى تقدمت بالاختبارات بالإذاعة وكيف انضممت لها؟
تقدمت للإذاعة بناءً على رغبة الحاجّة والدتي، التي كانت تخبرني دومًا أنها ترغب في سماعي عن طريق الإذاعة، وكان ذلك عام 2011، وكانت لجنة الاختبار بالإذاعة حينها تزور محافظة أسوان من أجل اختبار الأصوات التي ترغب في الانضمام للإذاعة، وبالفعل سافرت إلى أسوان وتقدمت للجنة، وكانت اللجنة مكونة من رئيس شبكة القرآن الكريم وقتها وكان الأستاذ "محمد عويضة"، وكانت تضم الشيخ "أحمد عيسى المعصراوي"، شيخ عموم المقارئ المصرية، والشيخ "أبو العينين شعيشع"، نقيب القراء، وقال لى حينها عبارة لا أنساها "قال لي الصوت ده أنا سمعته قبل كده" فأخبرته أني امتحنت أمامه في مسابقة القرآن الكريم الخاصة بوزارة الأوقاف عام 2005، وحينها استغرب أعضاء اللجنة لأنه ما زال يتذكر صوتي، وهذا موقف أسعدني كثيرًا، والحمد بدأت أسجل بعدها في الفواصل والربع ساعة، وجميعها قبلت من أول مرة ولم يتم التعليق على أي منها، وكنت حينها أصغر مبتهل انضم للإذاعة المصرية، وظللت نحو 4 سنوات حاملا لهذا اللقب، حتى ظهر اسم جديد وهو الشيخ "عمر فرحان عبد المجيد"، وكان والده مبتهلا في الإذاعة ليحمل لقب أصغر مبتهل في الإذاعة، وأيًا كان اللقب فأنا سعيد جدًا بوجودي وسط قامات كبيرة من المبتهلين الكبار تضمهم الإذاعة.

حدثنا عن علاقتك بنقابة العاملين بالابتهال والإنشاد الديني؟
فيما يخص علاقتي بنقابة العاملين للابتهال الديني والإنشاد، فأنا تجمعني علاقة خاصة بالنقيب الشيخ "محمود التهامي"، فهو بمنزلة أخ أكبر ومرب بالنسبة لي، فأنا تربيت على حجر الشيخ ياسين التهامي في الحفلات، والشيخ محمود هو دفعة إخوتي الكبار، وهو من ثقته فيَّ جعلني أنا والمنشد مصطفى عاطف ضمن مجلس إدارة النقابة، وهذا شيء افتخر به، والحقيقة أن النقابة تقوم بعمل كبير، ولعل أهمه هو مدرسة الإنشاد الديني التي يشرف عليها الشيخ محمود التهامي، وتضم مجموعة كبيرة من المنشدين الكبار، بالإضافة إلى إقامة مهرجانات الإنشاد الديني، في عدد من المحافل الداخلية والخارجية.

برأيك ما أبرز المشكلات التي يعاني منها المبتهلون في مصر؟
الحقيقة أنا أحييكم لاهتمامكم بالمشكلات التي يعاني منها المبتهلون، وهي عديدة أهمها الجانب المادي، فالمبتهل إذا لم يكن له حرفة أخرى يشتغل بها يواجه صعوبة في الحياة، لأنه من الصعب الاعتماد على الابتهال الديني مصدرا أساسيا للدخل، نظرًا لطبيعة عملنا التي تكون في الغالب موسمية، في الاحتفالات والمناسبات الدينية، ومن أبرز المشكلات أيضًا أن النقابة التي نتبعها حاليًا هي نقابة "مهنية"، ونحن نطالب بأن تكون نقابة "مستقلة" بحيث يكون من حق المبتهل أن يحصل من خلالها على معاش وعلى تأمين صحي وعلى الامتيازات الأخرى التي يتمتع بها التابعون للنقابات المستقلة، وفي هذا الإطار فإن الشيخ محمود التهامي يسعى منذ فترة طويلة من أجل تحقيق هذا المكسب، وبالفعل تم تقديم الأوراق الخاصة بذلك لمجلس النواب، والمجلس وافق على مناقشة القرار ونحن ننتظر حاليًا انفراجة قريبة في هذا الإطار، والمشكلة الثالثة التي تواجه المبتهل والمنشد هي انعدام الإنتاج الديني في مصر، فلم يعد هناك إنتاج ألبوم على سبيل المثال للمنشدين، والشركات الإنتاج لم تعد تبرم أي عقود معنا، فأيام شرائط "الكاسيت" كنا في عز مجدنا كوننا منشدين، وبعض المنشدين اتجهوا للإنتاج الذاتي لأنفسهم، وهذا لا يتوفر للجميع.

هل ترى أن الكليبات الغنائية سحبت البساط من الإنشاد الديني لدى المستمع المصري؟
بالتأكيد الإجابة "لا" فعلى العكس تمامًا فكل فترة تمر علينا نكتشف شبابا منشدين وشابات، وهناك فئة كبيرة من الشباب والشابات من يترك مجال سماع الأغاني والكليبات ويتجه إلى مجال الابتهال الديني، فالغناء لا يغني عن الابتهال الديني أبدًا، ومن اعتاد على سماع الابتهال "عمره ما يقدر يستغنى عن ذلك"، فهذا لون سماعي وهذا لون سماعي، ولكن على الرغم من اتساع رقعة المستمعين في كل زمن فهذا يوسع رقعة مستمعي الإنشاد الديني، وانعدام شرائط الكاسيت من السوق أعطى تصورا بتفوق الكليبات على الإنشاد الديني، ونحن على استعداد كمنشدين أن نسجل ألبومات وغيرها وبدون مقابل لو طلبت الشركات المنتجة ذلك.

ماآخر أعمالك؟
آخر أعمالي كانت عبارة عن 30 دعاء لشهر رمضان سجلتها على نفقتي الخاصة، وأذيعت في العديد من القنوات وفى التليفزيون المصري، تذاع يوميًا في برنامج صباح الخير يا مصر، وهناك أنشودة جديدة أسجلها بعنوان "أنا ضيفك يارسول الله" وستنزل قريبا على موسم الحج.

الأشخاص الذين أثروا في حياتك
أنا مدين للإذاعي الكبير الأستاذ "أحمد نجم"، مدير عام الأمسيات بإذاعة القرآن الكريم، لأنه يحرص دائما على وجود المبتهلين الشباب، في الأمسيات الكبيرة للإذاعة في كافة أنحاء الجمهورية، وكذلك المهندس "كمال الكاتتني"، أول من قدمني للبرامج ودعمني، وكذلك الأستاذ "علي مسعود السهيد"، رئيس الإدارة المركزية للتخطيط الديني بالإذاعة المصرية، وهو المسؤول عن إعداد جدول نقل شعائر صلاة الفجر على الهواء بالإذاعة فهو دائما يضعنا المبتهلين الشباب في الأيام المهمة.

كيف ترى مستقبل الإنشاد الدينى في مصر؟
مستقبل الإنشاد الديني في ازدهار وتقدم، وذلك من خلال المجهودات التي تقوم بها نقابة العاملين بالإنشاد الديني والابتهال في مصر، التي تعمل على تخريج العديد من الدفعات التي ترغب في تعلم الإنشاد الدينى، وتعليم الفنون المختلفة للإنشاد الدينى مثل "التواشيخ أو الموشحات" فأنا أرى رقعة المستمعين تزيد ولا تقل.



الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية لـ "فيتو"

الجريدة الرسمية