رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

أدى العمرة لـ 70 متوفى.. حكاية شاب دمياطي وهب حياته للخير في مكة


قبل 5 أعوام من الآن شاءت الظروف أن يرتحل الشاب الدمياطي إسلام الشربيني إلى "المدينة المنورة" للعمل في إحدى شركات المقاولات، فور أن وطأت قدماه الأرض الطاهرة حتى تعلق قلبه بالحرم المكي فاعتاد أن يعتمر في كل إجازة من العمل.


الله يزرع المحبة والرحمة في قلوب عباده كيفما يشاء، يقلب القلوب ويخلق أرواحا محبة لفعل الخير، اختار الله الشاب الدمياطي إسلام الشربيني صاحب الـ 29 عاما ليكون قاض لحوائج خلقه ومثالا للشباب محبي الخير والرحمة.

«منذ اليوم الأول وتعلق قلبي بالحرم المكي والمدينة فأنا أصبحت متيم بالقرب منهم أشتاق إليهم لا أقوى أن يمر شهر دون أن ألقي بنفسي في رحاب الحرم المكي» يقول الشربيني إنه بدأ مشاركة أصدقائه وأحبته لحظات قربه إلى الله عبر بث مباشر لزياراته للحرم المكي والدعاء لهم بظهر الغيب عبر مواقع التواصل الاجتماعي. 

الرحمة بين القلوب وحب الخير للغير أمرا قلما تجده في هذه الأيام إلا أن "الشربيني" كان له رأي آخر: "اعتدت على الدعاء بالخير بظهر الغيب لكل الأهل والأحباب، ادعوا للجميع أثناء تواجدي بالحرم المكي، كنت أجد صدى جميل بدعوة بسعة رزقي والتوفيق والخير، كنت أشعر برضا كبير ويذهب مشقة العمل بسماع دعوة من أحد الذين تعهدت لهم بالدعاء في الحرم". 

الأمر لم يكن في مخيلة الشربيني، هو اعتاد الذهاب إلى الحرم والدعاء للناس فكان يكتب عبر صفحته اليوم أنا ذاهب لأداء مناسك العمرة متسائلا: "هل لأحدكم دعوة؟ فتنهال عليه طلبات الدعاء له، وكان يجيبها جميعا"، يقول الشربيني: "البداية كانت من خلال أحد جروبات فيس بوك كنت أنشر من خلالها بث مباشر أثناء الدعاء لطالبي الدعاء بقلب صاف فكنت أرى فرحة في تعليقات الشباب فكانت تمدني بالعزم والإصرار على الاستمرار". 




استمر الأمر نحو 3 أشهر يذهب إلى الحرم ويعتمر ويدعو للناس، حتى جاءته الفكرة بأن يبدأ مرحلة جديدة من فعل الخير: "بدأ الأمر بأنني قمت بعمل عمرة لأحد المعارف ومن ثم بدأ البعض يطالبني بالإعتمار عن والده أو والدته المتوفاة ومن هنا قررت أن أجعل الأمر أشبه بالواجب تجاه غير القادرين على أداء العمرة خاصة المتوفون".

ولأن الرياح تأتي دائما بما لا تشتهي السفن اضطر الشربيني للانتقال إلى ميناء جدة لظروف العمل، ومن هناك بدأ مرحلة جديدة من العمل والتعرف على آخرين محبين لفعل الخير من دول أجنبية: "شعرت بلذة خاصة عندما اعتمر لأحدهم، كان الله يمدني بالقوة من لدنه، يلهمني الصبر والقدرة على احتمال المشقة، وبدأ الأمر يعود من جديد ونشرت عبر أحد الصفحات أنني انتويت أداء العمرة للمتوفين وانهالت على التعليقات والطلبات وحقيقة لم أكن أستطيع أن أفعل ذلك كله وحدي".

بدأ الأمر يأخذ منحى آخر لدى الشربيني تحول الحب إلى إحساس بالواجب تجاه هؤلاء، وقرر تكوين مجموعة من المتواجدين في مقر عمله لأداء العمرة نيابة عن الراغبين، وبالفعل تمكن من إقناع 2 من زملائه في العمل ممن تعلقت قلوبهم بالحرم المكي وكان يشير إليهم بأسماء الأشخاص غير القادرين على أداء العمرة : "كان البعض يطلب عمرة له أو لأحد أقاربه لكني بعد أن استشرت أحد شيوخ الحرم فضلت أن اعتمر نيابة عن المتوفين فقط لأنهم لا يملكون فرصة بأن يقوموا بالأمر".

نحو 70 عمرة تمكن الشربيني وزملاؤه من قضائها خلال ما يقرب من 5 شهور: "كنت أذهب أنا وهم إلى الحرم لمدة يومين أو ثلاثة كل أسبوع ونعتمر نيابة عن غير القادرين وصحيح أن العمرة مشقة كبيرة، فهي ليست نزهة من الممكن أن تقوم بها دون أن تشعر أن ساقيك أصابهما الوهن لكن الله زرع في جسدي وروحي عزما شديدا".

يذكر الشربيني أن البعض عرض عليه أموالا لقاء ما يقوم به إلا أن شرطه الوحيد كان الدعاء بظهر الغيب له ولأسرته: "كنت أتلقى طلبات بتحويل الأموال لي للمساعدة على أداء العمرة بشكل متواصل إلا أنني منذ اليوم الأول نذرت الأمر كله لله ولن أقبل منه وراءه أي أموال، فأنا محب للحرم المكي وأشعر بالسعادة عند قضاء حوائج الناس ويكفيني دعوة بظهر الغيب ليطمئن قلبي".
Advertisements
الجريدة الرسمية