رئيس التحرير
عصام كامل

التكييف الفرعوني.. فني كهرباء بقنا يواجه الحر باختراع جديد (فيديو)


في أحد الشوارع الضيقة بقرية الجمالية، التابعة لمركز قوص، جنوب محافظة قنا، يوجد منزل صغير من الطوب سقفه من الجريد والبوص، تعلوه مروحة وبعض لمبات موفرة للطاقة، وغرفة مزخرفة بالكثير من الألوان، وأغاني الترحيب بشهر رمضان الكريم، وفي ساحة الغرفة توجد الكثير من الأواني الفخارية، منها الفلتر المنقي للمياه، والتكييف الصحراوي المصنع من الفخار وإلى جوار ذلك شخص يرتدي نظارة سوداء يعاني من مياه بيضاء أفقدته جزءا من البصر، يجلس على قدم واحد والأخرى بترت بسبب إصابته بمرض السكر.


"فيتو" تسرد في تلك السطور قصة عبدالفتاح بربري يوسف، ابن الـــ46 عامًا، والذي حصل على دبلوم صناعي، ودرس هندسة كهرباء وغيرها من العلوم التي ساعدته في استكمال اختراعه الذي اطلق عليه "المكيف الفرعوني السحري الفخاري".

قال عبدالفتاح: "السبب في صنع هذا التكييف كان دراستي للتاريخ الفرعوني الذي عرفت منه كيف كان القدماء المصريون يستخدمون الفخار في الكثير من الصناعات،ومنذ لحظة اختراعي لهذا المشروع تقدمت بمذكرات لكثير من المسئولين، والبعض منهم استجاب وآخرون لم يطرقوا بابي، ولا زالت الاستجابة قيد الأدراج".

وأضاف: "تقدمت بالأمر إلى الدكتور عباس منصور رئيس جامعة جنوب الوادي، وتم عرض الأمر بكامله على مسئولي لجنة الاختراع بالجامعة ولا يزال الأمر قيد الدراسة"، منوهًا بأنه سافر إلى السعودية لمدة 10 سنوات استطاعت من خلالها دراسة الكثير من العلوم التي ساهمت وساعدت في عمله من فلتر صحي وتكييف فخاري، كل هذه الأشياء لن تكلف كثيرًا المصنع وعند البيع سيكون الأمر أكثر يسرًا على المواطن خاصة في صعيد مصر.

وأشار عبدالفتاح، إلى أن هذا المشروع إذا تم تشغيله في ساحات المعابد سيكون بطاقة نظيفة ولن يكلف كثيرًا، بل على العكس تمامًا سيوفر الكثير من الطاقة فهذا التكييف بجهد 220 فولت وتردد 50 هنز.

وأضاف، أنه يعمل سخن وبارد، واستهلاك المياه له في الساعة الا ربع نحو لتر فقط وسعته التخزينية 14 لترا، مشيرا إلى أن منطقة التبريد له 40 إلى 50 مترا في غرفة "4 في 4".





وأكد أن التكييف له الكثير من المميزات التي قام بسردها عند عرضه على المسئولين، منوهًا بأن أبرزها هو علاج الحساسية للجيوب الأنفية والجلد، وتعزيز عملية التشغيل الذاتي، كما أنه يعالج الاكتئاب والأرق والمرض النفسي وغيرها من الأمراض لأنه مصنع من مادة فخارية بدون أي إضافات مثل قش الأرز أو الكرتون.

وتابع: "عندما كنت في السعودية الكثير من المهندسين كانوا دائمي الاستشارة لي في الكثير من أعطال التكييف، والكثير من الأعمال الأخرى وهذا الأمر كان سببًا في عملي صنعي لهذا الابتكار، حيث إنني دخلت إلى عالم الأجهزة الكهربائية واجتهدت وتعلمت الكثير من خلال وسائل متعددة وأبحاث علمية على الإنترنت بالإضافة إلى شراء كتب علمية وغيرها والتي ساعدتني في عملي".

وأِكد عبدالفتاح أنه، يعاني من مرض السكر الذي أصيب به بعد تعدد الكثير من المشكلات النفسية ومع كل هذا لن يتوقف الحلم، وقال: "سوف أسعى حتى يصل ما ابتكرته إلى كل الدنيا".

وتابع: "أعاني من مياه بيضاء على عيني ولذا فإني أتحدث إليكم دون رؤية الموجود في الغرفة بشكل واضح ولكن أصبح البصر بالنسبة لي أجساد تتحرك دون وضوح المعالم".

وتمنى عبدالفتاح، أن تصل صناعات الفخار المصري إلى كل الدنيا وأن تكون هناك شركة تستطيع أن تصنع الفلتر الصحي والتكييف الفرعوني، وقال: "نحن من علمنا العالم كل شيء".
الجريدة الرسمية