رئيس التحرير
عصام كامل

أهرامات الفيوم الثلاثة سقطت سهوا من الخريطة السياحية للمحافظة


كان نصيب الفيوم من الأهرامات في الصحراء الشرقية 3 أهرامات، الأول في قرية سيلا والثاني باللاهون والثالث بهوارة المقطع.


هرم سيلا ما زال مدفونا تحت الرمال لا يظهر منه سوى قمته، وفي كل عام تؤكد الآثار المصرية أنه سيتم الكشف عن الهرم بالكامل، إلا أنه لم يحدث حتى الآن، ويبدو أنه لن يحدث لأن أهرامات الفيوم الثلاثة سقطت سهوا من ذاكرة المسئولين.

أما الهرم الأسود وهو الاسم الذي يطلقه الأثريون على هرم هوارة، فهو يعاني من ارتفاع منسوب المياه السطحية المتسربة إليه من ترعة بحر عبدالله وهبي التي تمر بالقرب منه، وتسببت في إغلاق الهرم أمام السائحين منذ ما يقرب من 15 سنة، دون وجود حل للتخلص منها، ووصل الحال في الفترة الأخيرة إلى تهديد جسم الهرم بالانهيار لتأثره بالمياه.

وكانت آخر دراسة تقدم بها محافظ الفيوم الأسبق الدكتور سعد نصار هي تحويل مسار ترعة بحر عبدالله وهبي بعيدا عن الهرم بمسافة لا تسمح بتسريب المياه إلى داخله، وتترك المياه الموجودة أسفل الهرم حتى تجف بفعل التبخير.

بينما رفضت وزارة الري والموارد المائية تحويل مسار الترعة لما تتكلفة من مبالغ طائلة قدرت وقتها بـ 50 مليون جنيه، لوجود مسار لأن المسار المحدد يعبر وسط أراض زراعية ويحتاج أصحابها إلى تعويضات طائلة، بالإضافة إلى تكلفة الحفر الكبيرة لوجود كتل صخرية على عمق مترين، وما زال الهرم حتى الآن يعاني من المياه، وقد يصل الأمر إلى الانهيار الكامل.

والهرم الأسود بناه أمنمحات الثالث بالطوب اللبن المكسى بالحجر الجيرى بقرية هوارة المقطع، وكان ارتفاعه 58 مترا وطول كل ضلع 100 متر، وهو أول هرم يكون مدخلة في الجهة الجنوبية بدلًا من الجهة الشمالية التي اعتاد السابقون أن يجعلوا المدخل فيها حتى لا يهتدى اللصوص بسهولة إلى حجرة الدفن التي نحتت في الصخر على شكل مستطيل، وسمكها نحو نصف متر وطولها أقل من سبعة أمتار قليلًا وعرضها مترين.

أما هرم اللاهون الذي تم بناؤه من الطوب اللبن والحجر الجيري، يبلغ ارتفاعه 48 مترًا وطول قاعدته 106 أمتار، ويقع مدخله في الجانب الجنوبي، وبناه الملك سنوسرت الثاني من الأسرة الثانية عشرة، ويبعد عن مدينة الفيوم نحو 22 كيلو مترًا، وكان مبنيًا فوق ربوة عالية ارتفاعها 12 مترًا، وقد فتح هذا الهرم بمعرفة العالم الإنجليزي وليم فلندرز بتري 1889 ميلادية.

وعثر بداخل الهرم على الصل الذهبي الوحيد الذي كان يوضع فوق التاج الملكي، وهو بالمتحف المصري وتم الكشف عن مقبرة الأميرة "سات حتحور" بجوار الهرم، وما زالت كنوز هذه الأميرة بالمتحف المصري، وتضم منطقة الهرم جبانة اللاهون، ومقبرة مهندس الهرم و8 مصاطب كانت مقابر لأفراد الأسرة المالكة، من بينها مقبرة "سات حتحور"، وأيونت مدينة العمال اللاهون تقع حول الهرم.

ونفذت الآثار عدة حفائر في الهرم والموقع، وكشفت عن جبانة تم العثور فيها على مجموعة من المومياوات ترجع للدولة الحديثة، وأخرى للأسرة الثانية، ومجموعة من الأواني الفخارية، والتماثيل الخشبية، والبردي، وتم تنظيف الهرم من الداخل والدخول إلى حجرة دفن الملك سنوسرت الثاني، وهي مبطنة بالجرانيت الوردي والحجر الجيري، وبها تابوت الملك من الجرانيت الوردي.
الجريدة الرسمية