رئيس التحرير
عصام كامل

"كعب داير" قصة أقدم بائع عرقسوس متجول بشوارع قنا (فيديو وصور)


"شفا وخمير ياعرقسوس..اشرب واتهنى يا عطشان" عبارة يرددها بائع العرقسوس، صاحب السروال الأسود الواسع والقميص المزركش بألوان الطيف، المصنوع في بلاد الشام.


يحمل إناء نحاسيا كبيرا يحتفظ ببرودة المشروب، بواسطة حزام عريض مربوط بالخصر، يجوب مختلف الشوارع وبيده صاجات يطرق بها وهو ينادي على العرقسوس.

مشروب من 5 آلاف سنة

ذلك المنقوع الذي وجدت آثارا له في مقبرة توت عنخ آمون، كان يضعه الأطباء في الأدوية التي يتم صناعتها لإخفاء مذاقها، حتى جاء الفاطميون وأصبح مشروبا شعبيا يتناوله العامة في الشوارع خاصة في شهر رمضان الكريم، ويحرص الكثير على تحضيره.

في أحد شوارع قنا يسير العم "حسن محمد عبد الله" البالغ من العمر نحو 70 عامًا، الذي يعد أقدم بائع عرقسوس متجول بمحافظة قنا.

أشهر الصيف

يقول العم حسن: إنه يأتي من محافظة سوهاج في فصل الصيف وشهر رمضان، لعمل العرقسوس وبيعه بشوارع المدينة ثم يعود إلى بلدته بسوهاج ليقضي باقي فصول السنة، منوّهًا إلى أنه يعيش على ما يجمعه من عمله في قنا طوال أشهر الصيف وشهر رمضان، يجوب مختلف الشوارع في قريته، ويعود ليلا إلى منزله حتى انتهائها.

قدام البيت

يؤكد العم حسن على أنه في شهر رمضان يجلس أمام منزله ويبيع العرقسوس الذي يعده في المساء بطريقته التي اشتهرت عنه، ضاحكا "محدش يشرب من عندي وما يرجعش تاني".

يضيف أنه يعمل في تلك المهنة بمحافظة قنا منذ عام 1975 سنة، منذ ما يقرب من 43 عامًا، وهو يعمل بالعرقسوس، تلك المهنة التي توارثها عن آبائه وأجداده منذ عدة سنوات.

ويتابع: العرقسوس شفاء للكثير من الأمراض كالكبد والحكة والكلى، وهو يعد مطهرا للكلى، حيث يقوم بغسلها بالإضافة إلى أنه يروي العطشى بخاصة في ظل ارتفاع درجات الحرارة العالية، في فصل الصيف بقرى الصعيد، والكوباية لم يختلف سعرها كثيرا عن الماضي، إذ كانت بــ 10 قروش، وأصبحت اليوم بجنيه ونصف.
الجريدة الرسمية