رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

تركيا وحماية الإخوان!


من بين الأسباب التي يبرر بها معارضو اعتبار الإخوان جماعة إرهابية داخل أمريكا، هو أن ذلك من شأنه أن يعرض علاقات تركيا التي تمنح حمايتها للإخوان مع أمريكا للاضطراب.. فهؤلاء يرون أن تركيا التي ينتمى حكامها للتنظيم الدولى للإخوان سوف يعتبرون ذلك بمثابة خطوة معادية من أمريكا ضدهم، وهذا قد يدفعهم إلى الاقتراب أكثر من روسيا، والاعتماد على السلاح الروسى أكثر، وهو ما سوف يهز حلف الناتو التي تركيا عضو فيه.


ولعل هذا ما تراهن عليه تركيا في حماية جماعة الإخوان، ومنع صدور قرار أمريكى باعتبارها جماعة إرهابية.. والسؤال هل تنجح تركيا في ذلك؟.. غير أنه لا يجب أن نغفل اضطراب علاقات تركيا حاليا بالولايات المتحدة الأمريكية في الفترة الأخيرة لتعاقبها مع روسيا على شراء منظومة صواريخ حديثة، وهو ما استفز واشنطن ودفع ساكنى البيت الأبيض إلى توجيه إنذار لها بوقف مدها بما تحتاجه من طائرات إف ٣٥ الامربكيةً، وهو ما سوف يجعلها معطلة..

وهكذا علاقات تركيا مضطربة أصلا بأمريكا بعيدا عن الإخوان، بسبب سياسات أردوغان التي يلعب بها مع كل من روسيا وأمريكا، فضلا عن موقف أردوغان الساعي لتوجيه ضربات للأكراد في سوريا.

بل إن ذلك الذي يثير شكوك واشنطن في السياسات التركية قد يجعل البيت الأبيض لا يكترث كثيرا بمعارضة تركيا لخطوة اعتبار الإخوان جماعة إرهابية إذا كان ترامب متمسكا فعلا بذلك، على غرار ما فعل مع الحرس الثورى الايرانى، الذي لم يكن الكونجرس متحمسا لإدراجه على قائمة الجماعات الإرهابية.

وهكذا لن يستطيع أردوغان مهما فعل أن يحمى الإخوان.. أما إذا تعطل أو تأخر قرار اعتبار الإخوان جماعة إرهابية من قبل ترامب، فإن ذلك سيكون لسببين الأول هو عدم تحمسه وإصراره الكافى لذلك، والسبب الثانى شدة المعارضة داخل أمريكا لهذا.
Advertisements
الجريدة الرسمية