رئيس التحرير
عصام كامل

فرنسا وإسرائيل.. خلافات تكشف سر إشعال باريس بالحرائق السياسية

ماكرون خلال مؤتمر
ماكرون خلال مؤتمر مع نتنياهو

شهدت العلاقات الفرنسية الإسرائيلية خلال الآونة الأخيرة توترًا لم يبد ظاهرًا أمام الإعلام، خاصة بعد أن قرر الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، مساعدة خصوم رئيس وزراء الاحتلال، بنيامين نتنياهو، في الانتخابات الإسرائيلية الأخيرة، وذلك على الرغم أنه كانت تربطه علاقة وثيقة بالأخير قبل الانتخابات بعدة أشهر.


ذورة التوتر ظهرت مع استدعاء وزارة الخارجية الإسرائيلية أمس الثلاثاء، سفيرة فرنسا لدى الاحتلال، هيلين لو جال، لتوبيخها عقب مقابلة لـ السفير الفرنسي المنتهية ولايته لدى الولايات المتحدة، الذي وصف إسرائيل بأنها "دولة عنصرية"، وذكر تقرير صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن وزارة الخارجية الإسرائيلي أعربت عن غضبها من تصريحات السفير الفرنسي، وأكدت أن أقواله غير مقبولة ولن تصمت عليها.

ماكرون ضد نتنياهو

وتشير التحليلات الإسرائيلية إلى أنه عندما يدعم ماكرون السفير المقرب منه الذي وصف إسرائيل بـ "دولة الفصل العنصري"، فمن الواضح أن شيئًا ما قد حدث خطأ، مشيرة إلى أن تل أبيب ليست معنية بالدخول في مواجهة فرنسا لكنها لن تسمح بأى إهانة ضدها من باريس.

وأرجعت التقارير العبرية إلى أن فشل ماكرون في العديد من استطلاعات الرأى ووصول شعبيته إلى نسبة 20% فقط ربما يكون وراء تدمير العلاقات الناجحة التي كانت تربطه بإسرائيل، حتى أنه قبل بضعة أشهر، كان الرئيس الفرنسي على اتصال وثيق بـ نتنياهو، الذي كان يزور قصر الإليزيه بمعدل مرتين في السنة.

الصحفي الإسرائيلي، أريئيل كهانا، يقول إن في البداية، أعرب ماكرون عن وقوفه بحزم ضد إيران، وعلى عكس العداء التقليدي لوزارة الخارجية الفرنسية، تعاطف مع الدولة اليهودية، ومع ذلك، في الأسابيع الأخيرة حدث تغير ما، من دعمه الانتخابي إلى خصوم نتنياهو، ومن خلال الاجتماع مع الخصم يائير لابيد قبل ثلاثة أيام من الانتخابات والمطالبة بمواصلة تمويل رواتب الأسرى الفلسطينيين، مشيرًا إلى إن قرارات ماكرون بشأن إسرائيل تتعارض مع المنطق السليم، مضيفًا أنه وكان ذلك لم يكن يكفي ليشعل السفير الفرنسي مزيدًا من النار ويدعمه ماكرون في ذلك.

تهديد مبطن

وأضاف زاعما: "نحن نعيش في وقت فيه إسرائيل هي التي توفر معلومات استخباراتية للفرنسيين، وليس العكس، نحن في عصر يهاجر فيه اليهود الفرنسيون إلى إسرائيل، وليس العكس، بالطبع لا أحد في إسرائيل يريد أن يفقد الاتصال بباريس، لكن سيكون من الأفضل له أن يتم الضغط على الفرامل، لذلك توبيخ إسرائيل للسفيرة كان مجرد تحذير".

ويعد حديث الصحفي الإسرائيلي الذي بالطبع يعبر عن سياسة حكومة الاحتلال بمثابة تهديد مبطن من جانب إسرائيل تجاه قصر الإليزيه.

أزمة السفير

وكان السفير الفرنسي في إسرائيل، جيرارد أراود، بإسهاب قبل نحو أسبوع ونصف عن خطة السلام الأمريكية "صفقة القرن" وقال في مقابلة مع مجلة أتلانتيك إن مشكلة الصفقة الأمريكية أنها لا تناسب الجانبين، وقال آرو، الذي كان أيضًا سفيرًا لإسرائيل في الفترة 2003-2006، إن "الطرف الأقوى يمكنه أن يقرر أنه ليس لديه مصلحة في منح تنازلات، وتابع: "الوضع الراهن مناسب جدًا لإسرائيل - لديهم الكعكة ويأكلونها، إسرائيل دولة أبرتهايد".

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية إيمانويل نحشون في بيان الثلاثاء: إن الوزارة استدعت السفيرة الفرنسية في إسرائيل هيلين لو جال بعد تصريحات وصف فيها آرو "إسرائيل بدولة فصل عنصري".
الجريدة الرسمية