رئيس التحرير
عصام كامل

من "خبز وحشيش وخمر" إلى "طفولة نهد".. لماذا رفض العقاد وقطب "نزار قباني"؟

العقاد وقطب
العقاد وقطب

منذ خطواته الأولى وكان "نزار قباني" الشاعر الأكثر جديةً في القرن العشرين؛ بسبب جرأة كلماته وتميز أسلوبه الشعري، وتنوع أشعاره ما بين الحب والسياسة والرثاء.


وبالرغم من عبقرية نزار الشعرية، إلا أنه واجه تجاهلا كبيرا من كبار النقاد، خاصة عندما جاء إلى القاهرة، بيت الشعراء والأدباء العرب، وهذا ما كشفه الكاتب الصحفي "وديع قسطنطين" في حواره الذي أجراه معه الصحفي "أسامة الرحيمي" بمجلة "نصف الدنيا" في أبريل 1999 بالذكرى الأولى لرحيل الشاعر "نزار القباني".

وقال الكاتب "وديع قسطنطين": التقيت الشاعر "نزار قباني" عام 1948 في حفل شاي أقامه الصديق السورى الدكتور "زكى المحاسني" احتفالا بتعيين نزار قباني دبلوماسيا في المفوضية السورية بالقاهرة، وبعد اللقاء أصبحنا صديقين حميمين وكان وقتها يستعد لطباعة ديوانه الثاني «طفولة نهد»، بينما كان قد طبع ديوانه الأول «قالت لي السمراء» الذي أثار ضجة ومعارضة في سوريا؛ لأنه تضمن قصيدة بعنوان «خبز وحشيش وخمر» وكان نزار وقتها موظفا بالخارجية، فثار عليه البرلمان وهاجمته الصحف، وكانت سببا في نقله إلى القاهرة".

وأضاف "قسطنطين": "ديوانه «طفولة نهد» كان مطبوعا طباعة فاخرة ورسم لوحاته "بيكار" وكان "نزار" يرغب في إهدائه إلى النقاد والشعراء المصريين لمناقشته والكتابة عنه، وبحكم عملي الصحفي أخذته إلى صحف المقتطف والمؤيد ليتعرف على صحفييها، ويهديهم ديوانه ليثير ديوانه جدلا يسبب له الشهرة والانتشار".

وتابع: "سيد قطب" كان وقتها من نقاد مصر ويسمى بناقد مجلة الرسالة، فرغب نزار أن نزوره لنقدم له الديوان، وبالفعل زرناه في بيته بحلوان وقدم له نزار ديوانه، ورغم ذلك لم يكتب سيد قطب عنه شيئا، وفى ظني لأنه كان محافظا وشعر الديوان كان جريئا، وبعدها بأيام أخذته إلى مقابلة الأديب عباس العقاد في بيته بمصر الجديدة، وأهدى إليه الديوان، وأيضا لم يهتم ولم يكتب عنه أو يناقشه، وظنى أنه بسبب موقفه من الشعر الحر كما كان يسمى وقتذاك".

وأكد "قسطنطين" في حواره مع مجلة نصف الدنيا، أن الجميع تجاهل نزار قباني وأنه أول من كتب عن ديوانه، ثم كتب بعده الأديب "أنور المعداوي" في مجلة الرسالة، لكن "المعداوي" اضطر إلى تغيير عنوان الديوان إلى «طفولة نهر» بدلا من «طفولة نهد» وأذيع وقتها أن الكاتب "حسن الزيات" صاحب الرسالة تدخل في تغييره بل أنه اشترط تغييره، لأن المجلة كانت محافظة، ونزار كان جديدا ومتدفقا وصدم المجتمع والنقاد فتجاهلوه في مصر.

جدير بالذكر أنه اليوم 30 أبريل تمر الذكرى الـ21 على رحيل شاعر الحب والرومانسية "نزار قباني"، والذي رحل عام 1998.
الجريدة الرسمية