رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

كفيفة تبدع في «الهاند ميد» بقنا: حياتي اختلفت بعد فقدان بصري (فيديو)

فيتو

لم تقف الإعاقة حاجزًا في حياتها، بل كانت دافعًا في أن تتمسك بالحلم وتحقيقه، وتسعى دائمًا للتمرد وتغير الأمر الواقع، ففي مدينة قنا ورشة لصناعة الهاند ميد في أحد العمارات السكنية، الكثير منهن يقف على إحدى الطاولات فتاة أمامها الكثير من حبات الخرز تصنع منها الكثير من المنتجات التي تأخذ العقل من شدة جمالها، وفجأة تدخل أحد السيدات تنادي عليها وتأخذ بيدها لتكتشف أنها غير مبصرة.


"يا جبل ما يهزك نظر"، تلك الجملة التي بدأت بها شيماء صلاح ابنة مدينة قنا التي تعاني من فقدان البصر وإعاقة باليد، وجلطات دماغية، فقدت والدتها في سن مبكرة ووالدها يعاني الكثير من الأمراض، لم تجد أمامها سوى أعمال الهاند ميد التي تعد هي مصدر الرزق الأساسي لها.

"فيتو" زارت شيماء في مقرها عملها بإحدى ورش المشغولات اليدوية، لتسرد لنا قصتها مع الهاند ميد.

قالت شيماء، إنني أنهيت دراستي في مدرسة التجارة الثانوية، والتحقت فترة في العمل بالجامعة وقتها أصيبت بسخونة شديدة وتعرضت لأزمة صحية مفاجئة أحدثت لها ضمور في العصب البصري وفقدت بصري وذراعي اليسرى فقدت الحركة فيه أيضًا، وفجأة انطفأ نور الحياة وفقدت السيطرة على كل شيء في حياتي، ولكن هذا الأمر لم يجعلني أفقد الأمل رغم كل ما تعرضت له.

واستكملت شيماء حديثها قائلة "إنني لدى ظروف خاصة في حياتي حيث إن فقدت والدتي في سن مبكر وكنت أعاني كثيرًا من هذا الأمر، وعانيت من العديد من المشكلات الأسرية إلا أنني استطعت التغلب على هذا".

هذه المعاناة لم تجعل شيماء تستلم لهذا الأمر بل كانت دافعًا لها أن تستمر في مسيرتها والتحقت بالعديد من مجالات التدريب، والمشاركة في أي نشاط وتعلمت على الكمبيوتر وأنشطة يدوية، وهذا الأمر جعلها تفكر في العمل بمجال "الهاند ميد"، قائلة" اشتغلت في البداية المشغولات ووجدت معاناة في معرفة الألوان وساعدني في الأمر أبناء عماتي الذين كانوا يقومون بوضع كل لون في مكانه المخصص وهذا سهّل علي في لضم الحبات مع بعضها البعض وتعشيق الألوان بشكل أبهر الكثيرين ولم يصدقوا ما شاهدوه من منتجات".

لم يتوقف طموح شيماء عند هذا الحد بل إن سقفه دائمًا يطالب بالمزيد، قائلة "إنني أطمح أن يكون هذا المجال أكثر اتساعًا لي، وأطمح أن يكون لدى يومًا مشروع خاص بي، خاصة أنني أفتقد عملية التسويق بشكل جيد، واعتمادي الأكبر على المقربين والأصدقاء والمعارف، وأن أمتلك المقومات المادية التي تجعلي أستقل في هذا العمل لارتفاع أسعار الخامات في الأوانة الأخيرة وهذا يعد عبئًا".

واستنكرت شيماء نظرة المجتمع لذوي الإعاقة، فالأغلبية تعتقد أننا لا نملك أي قدرات رغم النماذج التي ظهرت على مدار عدة سنوات، إلا أن النظرة لا تزال ضئيلة لنا، ولا يزال الكثير يجعلنا فكرنا وأمنيتي أن أمتلك أدوات إيصال هذا الأمر للجميع، وأن الجميع لا بد أن يعي أننا نمتلك قدرات تجعلنا في المقدمة.

وعن مقابلة الرئيس عبد الفتاح السيسي قالت شيماء، إنني كنت ضمن فريق الصعيد الذي قابل الرئيس ولكن كان في ذلك الوقت الكثير من المحافظات، ولم أقابله بشكل شخصي وكرم العديد من النماذج الصعيدية وكان حافزا لنا أن نجتهد وأعلى أكثر في هذا المجال، وأتمنى يومًا أن أكون المكرمين.

وأشارت شيماء إلى أنها كانت تعمل لفترة من الفترات في الإسكندرية وحصلت وقتها على معاش ضمان 500 جنيه ضمن فريق العمل بأحد المستشفيات لذوي الإعاقة وبعد عودتي إلى قنا لم أحصل عليه بالإضافة إلى أن معاش والدي توقف وهو يعاني الكثير من الأمراض حاليًا، منوه إلى أنها لا تزال تخضع للعلاج منها الجلطات الدماغية، والعلاج الطبيعي لذراعي اليسرى وهذا الأمر مكلف لي بشكل كبير.
Advertisements
الجريدة الرسمية