رئيس التحرير
عصام كامل

المقاولون أكبر من عرض "النحاس"


لم أعد أعرف إلى أين ستذهب كرة القدم المصرية؟ بعد أن أصبحت الدولارات والأموال هي المتحكم الأول، والجميع يحاول أن يغمض عينيه، ويصم آذانه عن كل ما يحدث، إما لمصلحة في نفس يعقوب، أو محاولة تكبير الدماغ أو.. أو... حتى لوائح الـ«فيفا» يتم تجاهلها عن عمد في أمور كثيرة، والآن وصلنا لمرحلة لم يعد السكوت عنها واجبا..


عندما أري مالك نادٍ يعرض على مدير فني منافس عرضا مغريا لقضاء فترة معايشة في أي نادٍ يختاره، فلابد أن نفكر في الأمر ولماذا العرض في هذا التوقيت الآن؟!

مالك "بيراميدز" يوجه رسالة عبر وسائل التواصل الاجتماعي مفادها عرض فترة معايشة للكابتن "عماد النحاس" في أي مكان يرغبه.. والجميع يعلم أن هناك مباراة للمقاولون العرب أمام النادي الأهلي في الدوري، والمنافسة محتدمة بين الأهلي والزمالك وبيراميدز، وأي تعطيل للقلعة الحمراء يصب في مصلحة بيراميدز..

ما علينا أعتقد أن اللوائح في الاتحاد الدولي تحرم هذا الأمر، بمعني أن عرض هبات أو منح لفريق حتى يفوز على فريق ممنوعة.. فهل يوافق الاتحاد الإنجليزي أن يعرض ليفربول هبة أو منحة على أي فريق يواجه مانشستر سيتي من أجل تعطيله حتى يفوز بالدوري.. كلا وألف كلا..

مثل هذه الأمور لا تحدث إلا عندنا، وهو ما لا يتفق مع قواعد اللعب النظيف التي يقرها الـ«فيفا»..

الكلام واضح وصريح ومسجل ورغم ذلك الجميع يحاول أن يكون من (بنها) رغم أني من بنها، ولكن الإفيه يحكم.. وسر دهشتي أن ناديا بحجم المقاولون العرب يخرج مسئولوه لمباركة الصفقة، وقبول الهدية والعرض من مالك بيراميدز، ولو أن "عثمان أحمد عثمان" مؤسس المقاولون العرب يعيش معنا ما كان وافق على هذا الأمر، خاصة وأن سجل النادي حافل بالبطولات والإنجازات، بل قدم للكرة المصرية أفضل مليون مرة مما قدمه مالك بيراميدز..

علما بأننا لسنا ضد الاستثمار، وظهور أندية تنافس الكبار، لأنه يصب في النهاية لمصلحة مصر، ولكن الوضع الآن يؤكد أننا مقدمون على كارثة لا يعلم مداها إلا الله...

كنت أتمني أن يخرج مسئول واحد يقول: عيب ما يحدث.. ولكن الحقيقة أن الجميع يصر على أن يدفن رأسه في الرمال.. وعلي المستوي الشخصي لا يهمني من يفوز بالدوري أو من يخسر،  بقدر وجود مناخ محترم للرياضة تعيش فيه ويعطي المثل والقدوة للشباب.. ولكن ماذا يفعل الشباب عندما يرى الرشوة عيني عينك والجميع ملتزم الصمت!

ومن الآن أقول إن نتاج ما يحدث على أرض الواقع سنجنيه في الأمم الأفريقية، والجميع يعرف أننا لم يعد لدينا حارس مرمى مميز، أو هداف بمواصفات البطولة أو خلافه والأمل الوحيد محمد صلاح..

أقولها وأجري على الله: ما يحدث في الدوري المصري كارثة بكل المقاييس، والصمت عليه جريمة تطول الكل... اللهم بلغت اللهم فاشهد
الجريدة الرسمية