بعد مرور 270 يوما على مقتل رئيس دير الأنبا مقار.. الجنايات تقضي بإعدام فلتاؤوس وأشعياء.. الراهبان المتهمان: قتلناه بعصا حديدية أثناء ذهابه لصلاة القداسة.. وأحدهما يبكي والآخر يصمت بعد الحكم
بعد مرور 270 يوما على أبشع جريمة شهدها دير الأنبا مقار في صحراء وادي النطرون بمحافظة البحيرة، عندما تجرد الراهبان أشعياء المقاري و"فلتاؤس المقاري" من مشاعرهما الإنسانية، وانتزعت من قلوبهما الرحمة، وقتلا الأنبا إبيفانيوس أسقف ورئيس دير الأنبا مقار، أثناء ذهابه لصلاة قداس الأحد، بعصا حديدية، قضت محكمة الجنايات بالإعدام شنقا للمتهمين.
بداية الواقعة
تعود بداية الواقعة ليوم الأحد 29 يوليو 2018، عندما تلقت الأجهزة الأمنية بوادي النطرون والمستشار محمود شتية رئيس نيابة وادى النطرون، بلاغا بالعثور على جثة الأنبا أبيفانيوس رئيس دير الأنبا مقار بوادي النطرون مقتولا داخل الدير، وانتقل رجال الأمن لمكان الواقعة وبالفحص ومعاينة الجثة تبين وجود إصابة وتهشم بمؤخرة الرأس ووجود شبهة جنائية وراء الحادث، وتم نقل الجثة إلى مشرحة مستشفى وادى النطرون.
التحريات
وكشفت التحريات أن وراء ارتكاب الواقعة الراهبين أشعياء المقاري وفلتاؤس المقاري، بسبب خلافات بينهما، وتمكن رجال الأمن من ضبطهما وبمواجهتما اعترفا بارتكاب الواقعة.
صلاة القداسة
وأدلى المتهم الأول الراهب أشعياء المقارى، باعترافات تفصيلية أمام النيابة العامة قائلا: إن المجنى عليه تسبب لهم في مشكلات كثيرة، فاتفق مع صديقة "فلتاؤس المقاري"، للتخلص منه أثناء ذهابه لصلاة قداسة الأحد، مضيفا أنه خبأ عصا حديدية في مكان ما في الطريق الذي يسير به المجنى عليه للصلاة.
عصا حديدية
واستطرد المتهم في اعترافاته: إنه في الساعات الأولى من صباح يوم الأحد، تقابل مع صديقه بمنطقة القلايات، واتفق معه على مراقبة الطريق وإعطائه إشارة عند خروج الضحية، وبعد التأكد من خلو الطريق أخذ العصا الحديدية وتوجه خلف المجنى عليه وقام بالتعدى عليه بالضرب على الرأس موجها له 3 ضربات حتى سقط على الأرض مفارقا للحياة، ثم ألقى العصا وفر هاربا إلى غرفته لإبعاد أى شبه ضده.
الشك
وتابع المتهم اعترافاته أمام النيابة: إنه خرج إلى الكنيسة وأثناء تواجده تلقى خبر مقتل رئيس الدير، وأبدى حزنه عليه أمام الموجودين لإبعاد الشك، وبمواجهة المتهم الثانى، أيد اعترافات صديقه، وأنه كان مكلفا بمراقبة الطريق فقط.
وفى 19 أغسطس 2018، أمر المستشار ناصر الدهشان، المحامي العام الأول لنيابات استئناف الإسكندرية، بإحالة الراهبين المشلوحين، المتهمين بقتل الأنبا إبيفانيوس أسقف ورئيس دير الأنبا مقار، إلى محكمة جنايات الإسكندرية، لمحاكمتهما بتهمة القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد.
ووجهت النيابة للراهب أشعياء المقاري والذي تم خلعه وعودته إلى اسمه العلماني "وائل سعد تاوضروس" والراهب "فلتاؤس المقاري"، تهمة القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد، لأسقف ورئيس دير الأنبا مقار بوادي النطرون.
وفي23 سبتمبر 2018، عقدت أولى جلسات محاكمة الراهبان أشعياء المقاري و"فلتاؤس المقاري" في قتل "إبيفانيوس" أمام محكمة الجنايات، برئاسة المستشار جمال طوسون.
المفتي
وفي جلسة 23 فبراير 2019، أحالت محكمة جنايات دمنهور، أوراق المتهمين إلى فضيلة مفتي الجمهورية، وتم تحديد جلسة للنطق بالحكم.
وفى جلسة اليوم 24 أبريل 2019، قضت محكمة جنايات دمنهور الدائرة الثانية، المنعقدة بمحكمة إيتاى البارود الابتدائية، برئاسة المستشار جمال طوسون، وعضوية المستشارين شريف عبد الوارث فارس ومحمد المر، بالإعدام شنقًا للمتهمين في قتل رئيس دير الأنبا مقار بوادي النطرون وألزمتهما بالمصروفات وأتعاب المحاماة.
بعد الحكم
دخل الراهب فلتاؤوس المقاري "ريمون رسمي فرج"، في نوبة بكاء عقب قرار محكمة جنايات دمنهور، بإعدامه، وسيطر الصمت على المتهم الأول الراهب إشعياء المقاري، وظل صامتا حتى استقلاله سيارة الترحيلات في قضية قتل الأنبا إبيفانيوس، أسقف ورئيس دير الأنبا مقار بوادى النطرون.
