رئيس التحرير
عصام كامل

اغانى رمضان.. من هو محمود الشريف ملحن "رمضان جانا" وخاطف قلب "الست"؟

فيتو

اقترب شهر رمضان، وبدأت نسائمه تهل في سمائنا، وأغاني رمضان بدأت تصدح بكلماتها من حولنا مبشرة بقدوم شهر الخيرات، من بينها أغنية "رمضان جانا" للمطرب ذي الصوت المُبهج محمد عبد المطلب، تلك الأغنية التي تحظى بشهرة كبيرة من بين أغاني رمضان.


لحن الأغنية واحد من أبرز الملحنين في مصر المحروسة إبان القرن الماضى، الموسيقار الكبير محمود الشريف، الذي أفنى حياته في حب الفن، وأبدع أغنيات على كل لون، فهو صاحب النشيد الوطنى الشهير "الله أكبر"، وأغنية "حلو وكداب" للعندليب، وغيرها وغيرها من الأغاني العاطفية والوطنية والشعبية، بالإضافة إلى "رمضان جانا"، أيقونة أغاني رمضان، وبيان قدومه الذي أبدع لحنها فتوهج معه صوت "طلب". 



 ميلاده ونشأته
ولد مُبدع واحدة من أجمل أغاني رمضان في سبتمبر عام 1912، في الإسكندرية المارية، أجمل مدن المحروسة، وبالتحديد في منطقة باكوس، كان والده شيخًا لأحد المساجد بالعجمي، لذا فقد نشأ محمود على حلقات الذكر الصوفي التي كانت تنعقد في منزله، إلى جانب أغاني داوود حسني، ولقد ساهم هذا التنوع الموسيقي واللحني في إثراء مخيلة الشريف، وأدى إلى بناء مخيلة موسيقية واسعة، وبعدما شب على الموسيقى ووقع في حبها، قرر تعلمها في أحد الدكاكين القريبة من منزله، حيث كان يستمع إلى الأسطوانات، ثم تعلم العود، وكذلك الغناء، وكانت بدايته في التلحين مع فرقة أحمد المسيري.



مرحلة الاحتراف
بدأ الشريف مرحلة الاحتراف حينما التحق بفرقة بديعة مصابني كمطرب، ثم تعرف على فريد الأطرش وعزت الجاهلي، وعمل أيضًا مع فرقة علي الكسار. وفي عام 1936، تقدم للإذاعة وقدم أول أوبرا في تاريخ الإذاعة تحت عنوان "روما تحترق"، كما قدم مع بابا شارو عددا من الصور الغنائية الإذاعية، واستمرت إبداعاته حيث لحن لعدد كبير من نجوم عصره، حتى إن مصر في الأربعينيات والخمسينيات كانت تردد ألحان أغنيات هذا المبدع الذي ترك لنا بصمة لا تُمحى في عالم أغاني رمضان.



 علاقته بـ"الست"
كان محمود الشريف هو الرجل الوحيد الذي اختارته أم كلثوم من أبناء الفن، رغم كثرة من أحبها، وفى عام 1946، تم إعلان خطبة الموسيقار محمود الشريف رسميًا إلى أم كلثوم، وتوالت مع هذا الإعلان الاعتراضات، بداية من أحمد رامي الذي استقل القطار ببيجامته متجهًا إلى بيت معشوقته التي أحبها لسنوات طويلة في صمت، وما أن أدرك حقيقة خروجه بالبيجامة قبل نزوله بمحطة عاد إلى منزله باكيًا، أمام القصبجي، الموسيقار الشهير الذي كان هو الآخر واقعًا في حبها، فحينما علم بأمر الخطبة، ذهب إلى فيلتها وصعد إلى طابقها الثاني وفى يده مسدس أخفاه خلف ظهره، فوجد الشريف مع أم كلثوم، وحينما سألته الست عما بحوزته، وقع المسدس، وقرر الشريف تحرير محضر ضده، ولكن لم يفت يومان إلا واضطر لسحب الشكوى تقديرًا للقصبجي وتاريخه، أما الست فكانت تحبه حتى أن مصطفى أمين حينما سألها يومًا في حوار له معها بعد إعلان الخطوبة عن حقيقة استمرارها في الغناء بعد الخطبة، فجاء جوابها "الأمر لمحمود وما يريد"، وتزوج الثنائي، ولكن الزواج لم يكتمل طويلًا، واستمر من بعد هذه الزيجة، مبدع واحدة من أجمل أغانى رمضان، في التلحين والإبداع، حتى شاء القدر أن يرحل الشريف عن دنيانا في 29 يوليو عام 1990، بعدما عاش حياة فنية مديدة وثرية.
الجريدة الرسمية