رئيس التحرير
عصام كامل

أساتذة بحوث زراعية يجيبون عن السؤال الصعب: كيف ومتى تحقق مصر الاكتفاء الذاتي من القمح.. الاهتمام بإنشاء صوامع جديدة لتقليل الهالك.. وتقديم حوافز مالية وفنية للمزارعين ضرورة

فيتو

تظل زراعة القمح في مصر الشغل الشاغل لكافة المهتمين سواء على المستوى الحكومي أو الشعبي، كونه أهم المحاصيل الإستراتيجية التي تدخل في صناعة الخبز، إلا أن التحديات التي تواجه زراعته والتي تصل إلى ما يقرب من 3 ملايين فدان سنويًا دفعت الدولة إلى البحث عن أساليب وأصناف جديدة، لتمكين الدولة من الاكتفاء الذاتي الذي يظل حلمًا لكافة الحكومات المتعاقبة، وتجدد بعد إعلان الرئيس عبد الفتاح السيسي عن مشروع المليون ونصف المليون فدان الجديد، والذي تأمل مصر في قدرته على تحقيق طفرة في المجال الزراعي في مصر.


الاكتفاء الذاتي
تؤكد الدكتورة إيمان العرجاوي رمضان، وكيل كلية الزراعة بجامعة دمنهور لشئون خدمة المجتمع، أن الاكتفاء الذاتي من القمح يمكن أن يتحقق من خلال استنباط أصناف قمح جديدة ذات إنتاجية عالية، تتناسب مع الظروف البيئية المختلفة والتغيرات المناخية التي تتعرض لها جمهورية مصر العربية، مع وضع برنامج متكامل للاهتمام بالعمليات الزراعية، ورفع كفاءة إنتاجية الأراضي الزراعية مع تشجيع المزارعين عن طريق الحوافز السعرية لأسعار توريد القمح، والتوسع في إنشاء صوامع الغلال المجهزة للعمل على تقليل الفاقد من المحصول بعد الجمع.

الصوامع
ويشدد الدكتور عمرو هيكل، مدرس بكلية الزراعة جامعة دمنهور، على ضرورة وجود عدد كافٍ من صوامع تخزين القمح بداية من المناطق اللوجستية في منطقة القناة ووسط الدلتا وصعيد مصر لتخزين الأقماح، وبالتالي تقليل نسبة الفاقد الكبيرة والهالك من الأقماح، مشيدًا باتجاه الدولة لبناء صوامع جديدة خلال الفترة الماضية، وآخرها مشروع صوامع الغلال بالخانكة، بسعة 90 ألف طن، وتحديث صومعة دمنهور بسعة 60 ألف طن، وغيرها من الصوامع التي تم افتتاحها والأخرى جار تنفيذها.

بجانب ذلك، لا بد من استخدام أصناف ذات إنتاجية عالية تتحمل الملوحة وزراعة الساحل الشمالي على الأمطار، بالإضافة إلى التعاقد مع المزارعين بأسعار مجزية تدفعهم لزراعة القمح، وتوزيع الأصناف المناسبة للمناطق التابع لها المزارع، مع مراعاة برامج التسميد والتوصيات الزراعية.

وأشار إلى ضرورة الاهتمام بالإرشاد الزراعي للمزارعين، بأهمية زراعة الأصناف الجديدة عالية الإنتاجية للفدان، وتنفيذ التوصيات الفنية والزراعية، بالإضافة إلى الاهتمام الجيد بحماية المحصول من الآفات الضارة ومكافحتها على الفور بهدف زيادة الإنتاجية، مؤكدًا ضرورة السير في خطين متلازمين سواء التوسع الأفقى لزيادة الرقعة الزراعية والرأسى لتحسين تلك الإنتاجية.

التنويع
ولتحقيق الاكتفاء الذاتي من القمح، قال الدكتور محمود حلمي غزلان، مدرس أمراض النبات بكلية الزراعة جامعة دمنهور، إنه يجب الاهتمام بالتنويع وزراعة أفضل أصناف القمح التي يوصى بزراعتها في مصر، وأهمية توفير تقاوى قمح معتمدة عالية الإنتاجية لكافة المزارعين، ومنها قمح الخبز «سدس 1» ويستحب زراعته في الصعيد، وجيزة 168 ويتم زراعته في منطقة الدلتا، لمقاومته لمرض الصدأ الأصفر، وهو أخطر الأصداء التي تظهر أعراضه خلال شهري فبراير ومارس، على شكل بقع صفراء منفصلة، وفي نهاية الموسم يتحول اللون الأصفر إلى الأسود اللامع.

وأشار إلى أن قمح المكرونة يوصى بزراعته في الصعيد من أصناف "بني سويف 1"، و"بني سويف 4"، و"بني سويف 5"، وفي الدلتا "مصر 1"، و"مصر 2"، وهي قادرة على توفير كميات كبيرة من الأقماح تساهم في تحقيق الاكتفاء الذاتي، موضحًا أن الحوافز المالية والإرشادية بالإضافة إلى توفير تلك الأصناف تساهم في زيادة المساحات المنزرعة بالقمح وتقليل الاستيراد الذي يلتهم العملة الصعبة.

"نقلا عن العدد الورقي..."
الجريدة الرسمية