رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

سجن كوبر.. البشير من القصر إلى معتقل خمسة نجوم بطراز إنجليزي

عمر البشير
عمر البشير

نشرت صحيفة "آخر لحظة" السودانية، اليوم، على صفحتها الأولى عنوانًا يقول "البشير في سجن كوبر"، فيما أفادت صحيفة "التيار" باعتقال مجموعة كبيرة من قيادات حزب المؤتمر الوطني أمس وإحالتهم إلى سجن كوبر.


وبين أبرز المعتقلين وفق الصحيفة "عبد الرحمن الخضر والي ولاية الخرطوم الأسبق، ووالي الخرطوم رجل الأعمال الشهير جمال الوالي، ووزير الدفاع الأسبق الفريق أول ركن عبد الرحيم محمد حسين".

وأفادت صحيفة "الراكوبة" السودانية بأن السلطات اعتقلت رئيس البرلمان المنحل إبراهيم أحمد عمر في مطار العاصمة الخرطوم، وذلك فور عودته من العاصمة القطرية الدوحة، وأشارت إلى أنه تم إغلاق حساب البرلمان المالي في البنك المركزي.

في سجن كوبر تزدحم الحكايات والذكريات وتتعدد بعدد الأسماء التي ارتبطت به بدءا الإنجليزي اللورد كيتشنر الذي أمر ببنائه، والإنجليزي الآخر كوبر الذي أطلق اسمه عليه، مرورا بمعادلة "السجون والشجون" على الطريقة السودانية بما تحمله من مفارقات حين يصبح السجين سجانا، والسجان سجينا. 

السجن المركزي
سجن كوبر هو السجن المركزي في السودان، ورغم إطلاق تسمية السجن القومي السوداني عليه إلى أن اسم الشهرة لا يزال هو الطاغي والأكثر انتشارا "سجن كوبر".

قرار بناء السجن كان قرارا إنجليزيا إبان فترة الاحتلال، حيث قرر المحتل الإنجليزي بناء أضخم سجن عرفه السودان في تاريخه، وأصدر الجنرال كتشنر قرار البناء وشيد السجن بالفعل عام 1903. 

يحمل البناء الطراز الإنجليزي واتخذ في حسبان التصميم الهندسي لمبنى السجن أن يكون مماثلا للسجون البريطانية، وبوجه خاص سجن برمنغهام. 

أما التسمية التي ظلت مرتبطة به فتعود إلى المسئول البريطاني كوبر الذي تولى إدارة مدينة الخرطوم، وكان قائما على ذلك السجن فأخذ منه اسمه وصرامته.

خمسة آلاف متر
يعتبر البعض سجن كوبر نواة حي كوبر الذي نشأ حوله، وتبلغ مساحة السجن خمسة آلاف متر مربع، ويطل على شارع رئيسي لمدينة الخرطوم بحري، بالقرب من جسر القوات المسلحة الذي يربط الخرطوم بالخرطوم بحري.

يضم السجن 14 قسما، منها قسم المحكوم عليهم بالإعدام، وقسم لمعتادي الإجرام، ولذوي الأحكام الطويلة والقصيرة، وأقسام أخرى للمنتظرين وقسم للمعاملة الخاصة لكبار الموظفين الذين يدينهم القضاء بأحكام سجن وقد تم إلغاء هذا القسم في العهد الوطني.

أحكام الإعدام
شهد السجن تنفيذ أحكام الإعدام أشهرها إعدامات ضباط شباب بقيادة البكباشي على حامد عام 1959، في أعقاب فشل محاولة انقلابية ضد حكم الفريق إبراهيم عبود.

كما شهد إعدام قيادات الحزب الشيوعي السوداني عام 1971 في أعقاب فشل الانقلاب الذي قاده الرائد هاشم العطا، حيث أعدم أمين عام الحزب عبد الخالق محجوب، وأمين عام اتحاد نقابات عمال السودان وعضو اللجنة المركزية لاتحاد العمال العالمي الشفيع أحمد الشيخ.

وفي يناير 1985 شهد السجن تنفيذ حكم الإعدام بحق زعيم الحزب الجمهوري محمود محمد طه الذي أعقبه زوال حكم النميري في أبريل من العام نفسه.

الأكثر شهرة
ظل القسم السياسي في سجن كوبر هو أكثر الأقسام شهرة لارتباط السجناء أو المعتقلين فيه بتقلبات الحكم في السودان، حيث استقبل قيادات الحركة الوطنية المناهضة لحكم الإدارة البريطانية، وفي مقدمتهم الزعيم إسماعيل الأزهري، الذي أصبح مطلع عام 1954 أول رئيس لحكومة وطنية ووزيرا للداخلية.

وفي مارس عام 1985 ضم السجن أكبر حشد من السياسيين والنقابيين المناهضين لحكم الرئيس السابق جعفر النميري، وبعد مرور نحو شهر حدث الانقلاب على النميري الذي قاده الفريق عبد الرحمن سوار الذهب.

وعقب ذلك اتجهت المسيرات الشعبية إلى سجن كوبر لإطلاق سراح المعتقلين السياسيين، وفتحت الأبواب بتوجيه من مدير عام السجون، وخرج كافة السجناء السياسيين. وبخروجهم حل رموز نظام النميري محلهم وعلى رأسهم اللواء عمر الطيب.

وفي 30 يونيو عام 1989 قام وقتها العميد عمر البشير بانقلابه، وأعقب ذلك اعتقال القيادات السياسية، وفي مقدمتهم الصادق المهدي رئيس الوزراء ورئيس حزب الأمة، وزعيم الحزب الاتحادي الديمقراطي محمد عثمان الميرغني.

سلب الحرية
لم يعرف السجن تعذيبا، فالسوداني يرى أن أقصى تعذيب يتعرض له السجين هو سلب حريته، لكن التعذيب حل لاحقا ووجد له مكانا آخر غير سجن كوبر، ويروي من تعرضوا له في العقود الأخيرة أنه كان يتم في "بيوت الأشباح" سيئة السمعة.

يعد السودانيون أن سجن كوبر معتقل خمسة نجوم مقارنة بـ"بيوت الأشباح" ويستشهدون في ذلك بواقعة استقبال السجن عام 1989 شاحنتين من الكتب للصادق، فمازحه الميرغني قائلا: هل تعتقد أننا سنظل في السجن حتى تنتهي من قراءة هذا الكم من الكتب؟

المهدي ألف كتابا في السجن يحمل عنوان "الديمقراطية عائدة وراجحة".
Advertisements
الجريدة الرسمية