رئيس التحرير
عصام كامل

Game Of thrones.. صراعات سياسية ومجازر عسكرية في قالب درامي

فيتو

سلطت مجلة "ناشونال إنترست"، اليوم الإثنين، الضوء على بعض الإسقاطات السياسية في المسلسل الأمريكي الشهير "Game Of thrones" والمتعلقة بالنظم الدولية والأسس الحاكمة للعلاقات بين الدول وأهم المشكلات التي تواجه العالم الحديث.


ويعد "Game Of thrones" مسلسل أمريكي تدور أحداثه في عالم افتراضي من قارتين هما "ايسوس" و"ويستروس"، حيث يوجد سبعة ممالك كان يحكمها ملك مجنون ارتكب العديد من المجازر وتسبب بفوضى عارمة في الممالك السبع، وتقوم ثورة ضد الملك المجنون فيتم قتله هو وأفراد عائلته وحاشيته ويستلم قائد الثورة الحكم، وينجح بعض أبناء الملك المجنون بالتخفي والهرب ويبدءون بالتخطيط لاستعادة العرش.

ورصدت المجلة في البداية الاقتباس الذي استخدمه الكاتب "جورج أر أر مارتن" صاحب سلسلة كتب "أغنية الجليد والنار" المقتبس منها فكرة المسلسل، والذي يقول "الشئ الوحيد الذي يستحق الكتابة عنه هو صراع الإنسان مع نفسه"، موضحة أنه رغم ذلك ركزت شخصيات المسلسل على صراعات خارجية متعددة الأطراف ومعقدة من أجل السيطرة السياسية والعسكرية على "ويستروس"، والتي شملت حربًا وتعاملات دبلوماسية ومؤامرات السياسية القاسية والوحشية.

وبحسب المجلة فإنه رغم المشاهد العنيفة والجنسية والفكاهة في المسلسل، إلا أنه يمثل عرضًا ثريًا لأهم الإشكاليات السياسية المعقدة التي جذبت العاملين بمجال السياسة الخارجية لمشاهدة السلسلة، على الرغم من أن الحقبة الزمنية للمسلسل تقع في العصور الوسطى إلا أنه ظهر خلالها بعض المناقشات النظرية للمشكلات العالمية التي تواجه علماء العلاقات الدولية المعاصرين.

وترى المجلة أنه "عندما يلعب أحدهم لعبة العروش فإنه إما يربح أو يموت، لا يوجد حل وسط.. وهو ما يماثل الوضع الحالي للنظام الدولي الفوضوي، والذي يكون فيه أفضل طريقة البقاء لأي دولة هي إمتلاك القوى الكافية للردع وهزيمة المنافسين.. فيتم شن حروب وإقامة تحالفات وخيانة حلفاء لدعم هذا الهدف".

وتظهر شخصية "توين لانيستر" كواحد من أمهر الممارسين للسياسة الخارجية في الروايات الحديثة، في طريقة التعامل مع حلفائه وعمليات التمرد التي تعرض لها، والمرونة في تشكيل تحالفات جديدة عند التعرض للخيانة، وتمكنه من الفوز في حرب الممالك الخمسة من خلال تشكيل تحالف إستراتيجي بذكاء، نجح في مساعدته على ربح الحرب على جبتهين، الأولى ضد "ستاركس" والثانية ضد مدعي المنافسة على العرش في "ستانيس باراثيون".

وكان الهدف الرئيسي لـ"توين" زيادة قوة نفوذه الداخلي لضمان بقائه لمدى طويلة، وقراراته التي تستند إلى حسابات القوة بدلا من أن تكون محكومة بالقوانين الأخلاقية، في ظل منافسة مع قادة يتبعون المثل العليا والتقاليد والقواعد في سعيهم للانتقام.

ويؤكد المسلسل أيضا على أهمية التعاون من خلال تحالفات دولية حتى ولو كانت المصالح متضاربة بين الدول تجعل من الصعب تحقيق هذا التعاون، وذلك الدرس حاول "جون سنو" تطبيقه في مملكة الشمال التي نجحت في الاستقلال عن العرش الحديدي، ومحاولته إقناع المدن المجاورة له بالانضمام إليه لمواجهة التهديدات المحتملة.

ويركز أيضا المسلسل على قضية تغير المناخ وخطورتها والذي ظهر من خلال محاولة تشكيل قوة تمثلت في المشاة البيض والذين يواجهون المخاطر المتعلقة بالقوى الخارقة التي تهدد الممالك بالغرق في فصل شتاء أبدي.

يذكر أن الحلقة الثانية من الجزء الثامن والأخير من مسلسل game of thrones، انتشرت على عدد من مواقع الإنترنت، بعد ساعات قليلة من عرض الحلقة الأولى على شاشات التليفزيون.

وكانت الحلقة الأولى أيضا من الموسم الأخير للمسلسل تم تسريبها على مواقع الإنترنت قبل موعد عرضها الرسمي بـ 4 ساعات، وبلغت مدتها الزمنية ساعة وخمس دقائق.

وانطلقت أمس الأحد أولى حلقات الموسم الثامن، والأخير، من المسلسل الفاتنازى العالمى الشهير، Game of Thrones والذي انتظره عشاقه من كافة أنحاء العالم، وعرض على شبكة HBO الترفيهية.

ويتضمن الموسم الثامن والأخير من مسلسل Game of Thrones ست حلقات، بدأت أمس 14 أبريل، ومن المقرر أن تنتهى في التاسع عشر من مايو المقبل.

وحملت الحلقة الأولى من الموسم الثامن، عنوان Winter is Coming، وهى من تأليف ديفيد بينيوف ودانيال وايز، والمقتبسة من السلسلة الروائية الشهيرة للكاتب جورج مارتن، وقام بإخراج هذه الحلقة تيم فان باتن.

وتدور أحداث الموسم الثامن من مسلسل Game of Thrones حول الليالى الطويلة، فبعدما انتهى الموسم السابع، فإن Night King القائد الأعلى لـ White Walkers، يخطط للهجوم على Westeros مع جيش الموتى.

حتى الآن، فإن المشاهد لا يعرف إذا ما كان الـ White Walkers سيظل قوة لا تقهر، بل ويزداد عدد جيشه، أم سيتم هزيمته، وهل هناك أية خطة تكتيكية بداخل تلك الجمجمة الجليدية، التي لا تتكلم ولا نعرف فيما تفكر بعد.
الجريدة الرسمية