رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

الإخوان خارج معادلة المرحلة الانتقالية في السودان.. المطالب "مدنية" والثوار يتجاهلون الجماعة في الميادين.. التنظيم يخرج مجبرا ويذيع بيانا متأخرا يدعم عزل البشير.. سياسي سوداني: لا عودة للخلف مرة أخرى

مظاهرات في السودان
مظاهرات في السودان

في بيان لم يتهم به أحد، لجأت جماعة الإخوان في السودان، على مضض، إلى الترحيب بتنحية البشير واقتلاعه من رأس النظام، وحاولت في الوقت نفسه مغازلة المجلس العسكري، ومسك العصا من المنتصف كما هي عادتها، وطالبت باختيار حكومة مدنية بجانب المجلس، وفق أسس «القومية والكفاءة العسكرية».


بيان متأخر

بيان الجماعة المتأخر جدا، كشف معاناة الإخوان وسط الشعب السوداني، الذي كشف مخططات لم تستهدف يوما إلا المصالح الضيقة، على حساب شعب بأكمله، فتصدروا مؤسسات الحكم منذ نهاية ثمانينات القرن الماضي، ولم يتركوا السودان إلا جثة هامدة.

نبتة الجماعة

في عام 1946، أرسل إخوان مصر كلا من جمال الدين السنهوري وصادق عبد الله عبد المجيد إلى السودان، لزرع نبة التنظيم، وتجنيد أعضاء جدد، نجح المخطط، وأصبح للجماعة ذراع طويل بفضل ادعائهم رفع راية الدين ومكافحة الشيوعية، واستطاعت الجماعة إقناع أبناء المناطق الريفية في شمال السودان، من أتباع المدرسة الصوفية للانضمام إليها، وحولت هذه البلدان بالفعل إلى أغلبية إخوانية.

استقل الفرع السوداني عن الجماعة الأم في مصر، بعد اندلاع أزمة عبد الناصر والإخوان، ولكنهم احتفظوا بنسخة سودانية من أيديولوجيا التنظيم، وسلوكه السياسي، ولم يكن له دور واضح إلا في دعم الانقلابات التي قام بها جعفر النميري وعمر البشير، والمحاولات التي لا تنفض لتجنيد الضباط في صفوفها.

مع مرور الوقت، فقدت الحركة نفوذها، وتعرضت بشكل متزايد لانتقادات مختلف رجال الدين، بسبب دفاعها المستميت عن سوءات النظام، فظهرت الشقوق في بنية الفكر الإخواني للشعب السوداني، وحتى نظام البشير نفسه، وجه لها ألوانا عدة من القمع والاضطهاد، بسبب طمع التنظيم وتآمره للانفراد بالسلطة.

خيار مرفوض

لايوجد أدنى أثر للإخوان في الاحتجاجات السودانية، في ظل تسيد تجمع المهنيين السودانيين المشهد الثوري كاملا، وغياب كل الهتافات والشعارات الدينية، وإبعادها تماما عن خيارات المحتجين في الشوارع.

مايضعف الإخوان أيضا في الاحتجاجات الحالية، شبح الانشقاق الرابع بين القيادات من رفقاء الأمس؛ يوسف نور الدائم، وعلي جاويش مراقب الجماعة، واللذيْن انقلبا معا في السبعينات على حسن الترابي، واتهماه بالانحراف عن منهج الإخوان، وأصرّا على استكمال الفكر الإخواني السياسي على نفس المنهج والاسم.

أزمة داخلية

تعاني إخوان السودان من أزمة داخلية، بسبب قرار المراقب العام للجماعة على جاويش حل مجلس الشورى المنتخب وتأجيل المؤتمر العام للجماعة لأجل غير مسمى، وهي أزمة ذات أبعاد إقليمية بلا شك، في ظل معاناة الجماعة في الإقليم كله، بعد فشل مشروع الرهان على الربيع العربي في تمكين الإسلاميين، وتمزق الجماعة الأم في مصر، المنقسمة بين جناحي محمود عزت والمكتب الإداري.

مبارك المهدي، رئيس حزب الأمة السوداني، يرى أنه لامجال للعودة للخلف، فالشعب السوداني لايشغله الآن، إلا الحصول على تطلعات الثورة، وإرضاء طموح الشباب في الانتقال إلى نظام سياسي جديد، يكفل الحقوق والحريات الأساسية، ويحقن الدماء، ويحقق السلام.

يرى المهدي أن الأولويات الآن، إعادة علاقات السودان مع المجتمع الدولي والإقليمي، وإعفاء ديونه وإعادته للمؤسسات المالية الدولية، وإنعاش الاقتصاد، وإخراجه من العزلة السياسية المفروضة عليه من العديد من بلدان العالم بسبب سياسات النظام القديم، الذي شارك فيه الإخوان، وكانوا جزءًا منه، وسيتحملوا بالطبع تبعات ذلك في القريب العاجل.

Advertisements
الجريدة الرسمية