عمرو دياب.. لا يزال النجاح مستمرا.. حصل على مكاسب بالجملة من إعلان شركة الاتصالات.. ومكتشف الهضبة: الرياضة وإيمانه بموهبته وإخلاصه له أهم مقوماته.. وحلمي بكر: شمعة وسط ظلام الفن الهابط
أكثر من عصفور بحجر واحد، اقتنصها «عمرو دياب» من إعلانه الرمضانى «جمَّع حبايبك» لحساب إحدى شركات الاتصالات، الذي حقق نجاحًا كبيرًا ومشاهدات مليونية، ترتفع يومًا وراء يوم بوتيرة متسارعة.
توافرت للحملة الإعلانية مقومات أسهمت في إنجاحها، سواء على صعيد الفكرة الإنسانية التي انطلقت منها وهي: «العودة إلى أصدقاء العمر»، أو على صعيد حشد أكبر عدد من الفنانين والممثلين.
ونالت فكرة الإعلان استحسان الجمهور، واعتبروه نموذجًا لما يجب أن تكون عليه الحملات الإعلانية، بحيث لا تكون مجرد أداة لترويج السلعة فقط، ولكن تحمل في طياتها رسالة أخلاقية وإنسانية، التي تجلت في عبارة: «الفرحة تكمل لما نكمل كلنا».
500 ألف دولار
وبحسب مصادر مقربة من الهضبة، فإنه حصل وحده على 500 ألف دولار، نظير مشاركته في الإعلان، فضلًا عن تسويق ألبوماته المقبلة خلال ثلاث سنوات.
يشار إلى أن الحملة الإعلانية تأتى بعد فترة قصيرة من طرح أغنيته السنجل «مقدرش ع النسيان»، التي كتب كلماتها «تركي آل الشيخ»، ووضع ألحانها «عمرو مصطفى»، والتي حققت نجاحا اعتاد عليه الهضبة في ألبوماته وأغنياته الأخيرة، حيث حصدت نسبة كبيرة من المشاهدات على منصة اليوتيوب في وقت قصير، تخطت 10 ملايين مشاهدة، وتصدرت كذلك قائمة «التريندات»، على الموقع ذاته، وهى المعايير التي يتم الاستناد عليها في وقتنا الحالى للإشارة إلى نجاح أو فشل الأعمال الفنية.
نجاح مستمر
وما حققه عمرو دياب ولا يزال يحققه بأغنياته السابقة وأغنيته الجديدة، دليل قاطع على نجاح مستمر ومتواصل وبرهان على ذكاء «دياب» الذي يُعد أحد أبرز مطربي مصر في العقود الماضية، حيث تمكن بالرغم من بلوغه عامه الثامن والخمسين، وتتابع الأجيال وتغير ذوقها الفنى، وفى خضم سطوع وشيوع المهرجانات وسيطرة عالمها على الذوق الفنى في مصر، أن يحتل الصدارة، وأن يتصدر قائمة مطربى الوطن العربى، وأن يظل نجمه لامعًا مواصلًا التغريد منفردًا خارج السرب، وقادرًا على اكتساب شريحة جديدة من الجمهور كل يوم، وأن يجتمع على حب فنه الأجيال السابقة وكذلك الجديدة.
وهو الأمر الذي لم يتمكن أن يجاريه فيه أحد من جيله، وبطبيعة الحال لم يكن هذا النجاح المتواصل والمستمر مع تتابع السنوات إلا نتاج ذكاء من عمرو دياب، وهو ما أكده الموسيقار رضا رجب، وكيل أول نقابة المهن الموسيقية، الذي أوضح أن استمرار نجاح عمرو دياب حتى اليوم يرجع أيضًا إلى قدرته على مواكبة العصر ومخاطبته لجيل الشباب، وحرصه الدائم على الاستماع إلى الأغنيات الجديدة التي تصدر على مستوى العالم، وقدرته أيضًا على تعريب أي جملة موسيقية عالمية بما تتناسب مع الموسيقى الشرقية.
وأشار «رجب» إلى أن نجاح دياب أيضًا نابع من قدرته وذكائه في اختيار الموضوعات التي يقدمها للجمهور في شكل أغنيات، وكذلك اختياره للموسيقى التي عادة ما يكون وقعها جديدا على أذن المستمعين في مصر والوطن العربى، وأوضح أن غالبية الهضبة في مقامي الكرد أو العجم، وذلك لأنها سهلة الحفظ بالنسبة للمستمعين.
أما الشاعر الغنائى خالد تاج الدين، الذي تعاون فنيًا مع عدد كبير من نجوم الغناء في مصر والعالم العربي، ومن ضمنهم عمرو دياب الذي قدم معه أغنيات ناجحة مثل قصاد عيني وماله وليلي نهاري، فقد أكد أن الهضبة اعتاد طوال حياته على النجاح، وكشف تاج الدين سر استمرار دياب في نجاحه بخلاف كثير من نجوم التسعينيات الذين قد يصغرونه في العمر، إلى أنه لا يقف عند أي نجاح يحققه، بل يحاول دومًا أن يحقق أضعافه، مؤكدًا أن كل ألبوم جديد يقدمه الهضبة يكون بالنسبة له تحدٍ، لما قدمه من قبل أي إنه بمثابة تحد مع ذاته، مُشيرًا إلى أنه يصب جل تركيزه مع نفسه وفنه، ويحاول باستمرار أن يطور من ذاته.
وعن سر استمرار أسطورة الهضبة، يؤكد الموسيقار هاني شنودة، مكتشف عمرو دياب، أن الرياضة التي يحافظ الهضبة على ممارستها سر من أسرار استمرار نجاحه، فهي تساعده في الحفاظ على صوته وصحته، وأشار أيضا إلى أن نجاح عمرو يكمن في إيمانه بالفن والغناء، ذلك الإيمان الذي لم يتغير أو يتأثر على مر السنوات، ولأنه أيضا وصل إلى النجومية بمجهوده الشخصي.
وشدد الموسيقار حلمي بكر أيضا على ذكاء عمرو دياب الفني، الذي ساعده على الاستمرار ومواصلة النجاح على امتداد الأجيال المتعاقبة، وهو الذي عزز من حب المستمعين له وحرصهم على انتظار كل جديد يقدمه، وأوضح أن عمرو دياب حينما يقدم أغنيات جديدة، فإنه بذلك يكون بمثابة شمعة مضيئة وسط ظلام الفن الهابط، وهو ما يستدعي ضرورة تشجيعه لكي يكون في الصدارة وفي المقدمة.
"نقلا عن العدد الورقي.."
