فلكي: "الثقوب السوداء" نجوم ضخمة نفد وقودها النووي
أكد المهندس ماجد أبو زهرة، رئيس الجمعية الفلكية بجدة، أن الصورة التي نشرت أمس بخصوص الثقب الأسود، هي أول صورة للمنطقة المحيطة بثقب أسود يبعد 55 سنة ضوئية عن الأرض وتثبت أن النظرية النسبية العامة للعالم ألبرت أينشتاين صحيحة بعد 100 سنة من نشرها.
وأوضح أن فريقا من العلماء قام بربط ثمانية تليسكوبات راديوية في جميع أنحاء العالم لتصوير قلب مجرة (ميسييه 87) وتظهر الصورة تفاصيل ما يسمى "أفق حدث" الثقب الأسود وقرص متوهج من غاز فائق السخونة يدور حوله.
وأشار إلى أنه منذ نحو 100 عام قدم ألبرت أينشتاين وصفا جديدا لقوة الجاذبية تمارس نفوذها من خلال الالتواءات والإنحناءات في نسيج المكان والزمان، وبعد ذلك بسنتين فقط كان عالم الفلك الألماني (كارل شوارزشيلد) متمركزا على الجبهة الروسية في الحرب العالمية الأولى ووجهت إليه تهمة حساب مسارات المدفعية، وقد حصل بطريقة ما على مخطوطة لأينشتاين وأدرك شيئا مذهلا، وهى "إذا أخذنا جسما كرويا وقمنا بضغطه إلى حجم صغير بما يكفي، وفقا لرياضيات أينشتاين فإن سحب الجاذبية سيكون هائلا لدرجة أنه لن يكون بمقدور أي شيء الهروب ولا حتى الضوء وهذا هو الثقب الأسود".
وقال إنه عندما اكتشف أينشتاين شيئا من هذه النتائج لم يصدقها ولم يكن يعتقد أن هذه الأجسام موجودة بالفعل في الكون، ومع ذلك في العقود التالية بدأت التطورات النظرية تتصاعد مما يدل على أن الثقوب السوداء كانت النتيجة الحتمية للنجوم الضخمة التي استنفدت وقودها النووي وخضعت لانفجار مستعر أعظم "سوبرنوفا " والنواه المتبقية ليس لها القدرة على الصمود في وجه الجاذبية وسوف تنهار في ثقب أسود.
وأكد أنه الآن تمكن العلماء من تصوير المنطقة التي تحيط بالثقب الأسود الذي تبلغ كتلته 6.5 مليار مرة كتلة الشمس ويبعد عنا مسافة خرافية 520،340،180،000،000،000،000 كيلومتر.
وتظهر صورة الثقب الأسود قرص تراكم من غاز ساخن يدور حول نقطة الجاذبية للثقب الأسود وهو ما يسمى أفق الحدث.
وأوضح أن الثقوب السوداء عبارة عن أجسام كثيفة للغاية من المادة ذات كتلة خرافية وحجم ضئيل للغاية مما يجعلها تشوه نسيج الزمان والمكان وتسحب أي شيء يمر قريبا جدا من نجم متجول إلى فوتون ضوئي، ومعظم الثقوب السوداء هي بقايا كثيفة لنجوم ضخمة، ومع ذلك فإن شجرة عائلة الثقب الأسود لها العديد من الفروع من هياكل صغيرة على قدم المساواة مع خلية بشرية إلى عمالقة هائلة بمليارات من المرات من الشمس.
وأشار إلى أن "الثقوب السوداء غير مرئية وما نشاهده قرص من الغاز المتوهج حوله، ويقوم الثقب الأسود بإنشاء منطقة مظلمة مثل "الظل" وهو أمر تنبأت به النسبية العامة لأينشتاين".
وكان الفريق قد استخدم في عمليات الرصد تقنية تسمى مقياس التداخل ذي خط الأساس الطويل جدا (VLBI) الذي يقوم بمزامنة عدة تليسكوبات في جميع أنحاء العالم ويستغل دوران الأرض لتكوين تلسكوب ضخم واحد بحجم كوكبنا ويبلغ طوله الموجي 1.3 مم.

