رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

«الكيتو دايت».. الصواب والخطأ!! (2)


بعد مرور نصف قرن من الزمان ضاع فيه هذا العلم المبهر وبقيت قشوره. كذلك نصح "أتكنز" قُرَّاءَه بتناول الدهون بأى كمية دون الاعتبار لمصدرها! والنتيجة هو انخفاض سريع في الوزن لأن الجسم يصبح مجبرًا على حرق الدهون والعضلات للحصول على السكر، وكما ذكرت فإن حرق الدهون ينتج عنه الأحماض الكيتونية التي ترفع من حموضة الدم وقد تشكل في بعض الحالات خطرًا على بعض الأشخاص.


حاول مؤخرًا العديد من زملائي من خبراء التغذية الطبية تقليل الضرر بالتوصل إلى توازن في إنتاج الأحماض الكيتونية، عن طريق قياسها المتكرر في البول والدم أثناء خفض النشويات حتى لا تزيد عن الحد الآمن.

وحقيقة الأمر أن الجسم يتخلص بسرعة من كميات كبيرة من الماء من الخلايا فيعطى إنطباعًا سريعًا بخفض الوزن، ولكن فقد الدهون وهو حقيقي فعلًا يكون مصحوبًا بفقد كمية كبيرة أيضا من العضلات، وهو ما لا يمكن تعويضه بسهولة، لأن تكوين العضلات يحتاج لكمية عالية من البروتينات، ويحتاج لكفاءة عمل عدة هرمونات عادة ما تتناقص مع تقدم العمر، كهرمون النمو، وهرمون الأنسولين، والهرمونات الجنسية كالتيستورون في الذكور والأستروجين في النساء.

إذا ما هى مزايا وأضرار "الكيتو دايت" في صورته الحالية من خفض النشويات حتى ٢٠-٣٠ جراما مع الاعتماد على أكل الدهون بلا تفرقة وكيف يمكن تطبيقه بأمان لتحصل على الفائدة منه دون حدوث الضرر.

أولا المزايا:
- خفض سريع للوزن
- انخفاض في نسبة وكمية الدهون بالجسم
- انخفاض نسبة السكر للمعدلات الطبيعية لمرضى السكر
- خفض جرعات أدوية السكر بما فيها الأنسولين وربما توقفها تمامًا عند مرضى السكر من النوع الثاني

ثانيا العيوب:
- انخفاض حجم العضلات نتيجة لحرق البروتينات للحصول على السكر
- ارتفاع نسبة حموضة الدم في الحالات الشديدة مما قد يشكل خطورة عند بعض المرضى خاصة مرضى القلب وحصى الكلى ومرضى الكبد والكلى
- رائحة الفم الكريهة
- الصداع في أسابيعه الأولى

- الإمساك الشديد الذي ربما يحتاج لعلاج
- تحديد كمية الرياضة حتى لا ترتفع الأحماض الكيتونية عن الحد الآمن
- عدم القدرة على الاستمرار عليه لفترات طويلة
- عودة الجسم بسرعة للوزن السابق عند التوقف عنه

أخطاء البرنامج الحالي كانت:
- تحديد كمية النشويات إلى ٢٠-٣٠ جراما فقط دون الاعتبار لنوعية النشويات
- تناول الدهون بأى كمية دون الاعتبار لنوعيتها
- الاعتقاد الخاطئ بضرورة استمرار إنتاج الأحماض الكيتونية عند مستوى محدد للحصول على أفضل النتائج
- عدم اللجوء لزيادة البروتينات اعتقادًا بضررها على الكلى.

والآن كيف يمكن ممارسة نظام خفض النشويات بأمان لخفض الوزن ونسبة السكر في الدم:

- أولًا النشويات المفروض خفضها هي النشويات من السكر، ومنتجات دقيق القمح كالخبز والمعجنات والمخبوزات، والنشويات المحتوية على كمية كبيرة من النشا مثل الأرز والبطاطس والذرة والموز، أما باقي النشويات من الخضراوات بجميع أنواعها طازة أو مطبوخة والبقوليات كالفول والحبوب والفاكهة باعتدال شديد وجميع منتجات الالبان والجبن فلا مانع منهم حتى لو زادت كمية النشويات.

والأفضل هو خفض النشويات قدر الإمكان ولكن إلى حدود الكمية التي يستطيع الشخص الاستمرار عليها لفترات طويلة دون توقف منعًا للانتكاس.

- دهون منتجات الألبان والجبن والقشدة والسمن البلدي والبيض والمكسرات لا ضرر منها ولكن دهون اللحوم الحمراء وخاصة منتجات اللحوم كاللانشون والهوت دوجز والبلوبيف، وكذلك السمن الصناعى والزيوت المهدرجة في منتهى الخطورة، وتزيد من معدل الإصابة بتصلب الشرايين وجلطات القلب وتناولها بلا ضابط يعتبر خطأً علميًا فادحًا.

- يجب زيادة البروتينات وممارسة رياضة بناء العضلات وأفضل البروتينات هي من الأسماك والمصادر النباتية كالفول والعدس وكذلك من الدجاج والرومي والبيض وحتى اللحم الأحمر بلا دهون.

وزيادة البروتينات أفضل بكثير من زيادة الدهون لأنها أقل في السعرات الحرارية، ولأنها تنبه إفراز هرمونات الشبع من الجهاز الهضمي، ومنها هرمونات GLP-1، PYY، Amylin

- مهم جدا شرب الماء بكثرة لتعويض اختلال توزيع الماء بالجسم وفقده عن طريق البول
- يجب التوقف عن البرنامج في حالة حدوث غثيان شديد أو قيء أو وهن شديد أو إمساك حاد أو صداع شديد، ويجب تناول كمية معقولة من النشويات.

إذا طبق النظام كذلك مع استمرار قياس نسبة السكر بالدم خاصة عند مرضى السكر، وقياس نسبة الكيتونات في الدم أو البول على فترات قريبة، مع ممارسة الرياضة كما ذكرت في مقال سابق تحصل على أفضل النتائج.

ومن المهم التأكيد على مرضى السكر من النوع الأول على ضرورة عدم وقف الأنسولين أو نسيان أخذه.

وأخيرا أتمنى أن أكون قد أوضحت الأمور لمن يبغَى استخدام هذا النظام لخفض الوزن وضبط معدل السكر.. وأتمنى لكم خفضًا آمنا للوزن وصحة وسعادة!
Advertisements
الجريدة الرسمية